بقلم اللواء ركن عرابي كلوب
زهدي لبيب سليمان ترزي ولد في مدينة القدس عام 1924م درس في مدراسها وتخرج من كلية تراسنطة في القدس عام 1942م، عمل بعد ذلك في الجيش البريطاني حتى عام 1947م، وفي معهد الحقوق الفلسطيني في القدس ومن ثم عمل في مجال السياحة عام 1950م.
غادر مدينة القدس في منتصف الخمسينات من القرن الماضي متنقلاً بين دول عديدة في آسيا وأفريقيا وأوروبا وأمريكا الشمالية وأمريكا الجنوبية، مما أوجد له معرفة جيدة بتلك الدول، وكون شبكة علاقات نجح في استثمارها عندما عمل في السلك الدبلوماسي فيما بعد.
عمل زهدي ترزي مديراً لوكالة سياحية في اسطنبول بين أعوام 1960، 1963م.
انضم زهدي لبيب ترزي إلى منظمة التحرير الفلسطينية عند انشائها وكلف من قبل رئيسها المرحوم/ أحمد الشقيري بتمثيل المنظمة في البرازيل من خلال مكتب الجامعة العربية عام 1966م.
أعجب الرئيس/ ياسر عرفات بقدرات زهدي الترزي في العمل السياسي والدبلوماسي فتم تعيينه رئيس لمكتب الجامعة العربية في مدريد بين اعوام 1971 – 1974م.
عندما دعيت المنظمة لتتبوأ مكانتها في الأمم المتحدة كعضو مراقب عام 1974م كلف زهدي الترزي بمهمة ممثل المنظمة لدى الأمم المتحدة في نهاية السبعينات، تسببت مصافحة بين زهدي ترزي ممثل المنظمة وبين المندوب الأمريكي (أندرو يونغ) باستقالة الأخير، نتيجة ضغط اللوبي الصهيوني على الرئاسة الأمريكية واعتبار الترزي يمثل م.ت.ف العدو لإسرائيل.
شارك الدبلوماسي زهدي الترزي في المؤتمر المسيحي في مايو 1979م حول القضية الفلسطينية في لاغرانج في ولاية إيلينويس في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث أقدمت السلطات الأمريكية على منعه من السفر داخلها أو حضور اجتماعات أو لقاءات بحجة أن تواجده سيؤثر سلباً على احتمال اعتراف الولايات المتحدة بالمنظمة في ذلك الوقت، ولنفس السبب كانت استقالة مندوبهم (أندور يونغ) بعد أن تسربت الأنباء حول الاجتماع به سراً.
برز دور زهدي الترزي في العمل الدبلوماسي في محافل عديدة إلى جانب الأمم المتحدة، وعمل خلال الفترة التي شغلها في الأمم المتحدة بين عامي 1974م – 1989م، على تثبيت دعائم فكرة الشرعية الدولية وقراراتها، ساهم الترزي والعاملون معه في بعثة م.ت.ف في نيويورك بترويج هذا المصطلح وجعله جزءاً من التحرك الدولي تجاه القضية الفلسطينية.
كلف السفير/ زهدي الترزي على رأس وفد من منظمة التحرير الفلسطينية لزيارة بابا الفاتيكان من قبل الرئيس ياسر عرفات لأكثر من مرة حيث قابل هنالك البابا شارحاً له ما تمر به القضية الفلسطينية.
نقل السفير/ زهدي الترزي عام 1989م إلى مكتب الرئاسة في تونس حيث عين مستشاراً لدى الرئيس لقضايا الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، وعام 1991م عين مستشاراً لدى الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية حتى عام 1994م.
حضر السفير/ زهدي الترزي اجتماع مجموعة العمل حول اللاجئين في ديسمبر عام 1994م والذي عقد في انطاليا بتركيا نيابة عن منظمة التحرير الفلسطينية.
السفير والدبلوماسي السابق/ زهدي الترزي عضوا في المجلس الوطني المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية.
تقاعد السفير زهدي الترزي بتاريخ 30 اكتوبر عام 2005م.
متزوج وله ولدان (كامل، وكريمة).
انتقل إلى رحمته تعالى في العاصمة الأردنية عمان بتاريخ 1/3/2006م.
هذا وقد نعى السيد الرئيس/ محمود عباس ومنظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الوطنية الفلسطينية إلى الشعب الفلسطيني والأمة العربية، المناضل/ زهدي لبيب سليمان ترزي (أبو كامل) الذي انتقل إلى رحمته تعالى في عمان عن عمر يناهز ال 82 عاماً.
ويُعد المناضل/ زهدي ترزي من مؤسسي م.ت.ف وهو أول رئيس لبعثة فلسطين في الأمم المتحدة.