بقلم اللواء ركن عرابي كلوب
سعيد خليل المزين ولد في مدينة أسدود عام 1935م، وتلقى تعليمه في مدارسها وفي عام 1948م وأثر النكبة التي حلت بالشعب الفلسطيني طرد وأهله من بلدته وتم تهجيرهم بالقوة من أراضيهم حيث استقر بهم المطاف في غزة، التحق سعيد المزين في مطلع شبابه وصديق عمره خليل الوزير بالمنظمات الطلابية المقاومة للاحتلال الإسرائيلي عام 1956م.
كان سعيد المزين من أول المؤسسين لجماعات المقاومة الإسلامية في قطاع غزة عام 1956م، حيث كان مسؤول عن طباعة المنشورات لامتلاكه آلة طابعة في منزله.
عمل سعيد المزين مدرساً للتاريخ وفي عام 1957م تعاقد مع المملكة العربية السعودية مدرساً في المدينة المنورة وجيزان والقنفذة.
من خلال عمله مدرساً في السعودية التحق بحركة فتح في البدايات والخلايا الأولى وذلك عام 1959م وكان من الذين تفرغوا للعمل في الحركة عام 1966م في دمشق.
ساهم وناضل/ سعيد المزين من خلال عمله في أجهزة الثورة: الإعلام، فالتعبئة والتنظيم فالإدارة العسكرية عام 1971م في درعا حيث كان مسؤول الإدارة العسكرية آنذاك ومن ثم التعبئة والتنظيم مرة ثانية ومن ثم عمل ممثلاً لحركة التحرير الوطني الفلسطيني/ فتح في المملكة العربية السعودية بين عامي 1973م-1978م حيث عمل على توثيق العلاقات السعودية-الفلسطينية.
حظي سعيد المزين/ أبو هشام طوال حياته باحترام وتقدير كبار المسئولين السعوديين ومنح قبل وفاته بقليل الجنسية السعودية.
انتخب سعيد المزين عضواً في المجلس الثوري لحركة فتح في المؤتمر الثالث الذي عقد في شهر سبتمبر عام 1971م في حموريا بدمشق وعين عضواً في المجلس الوطني الفلسطيني.
كان سعيد المزين عضواُ في المجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي ومشرف لجنة القدس التابعة لها ورئيس تحرير (مجلة ديوان القدس) التي كانت تصدر من القاهرة إلا أنه عام 1986م وأثناء عمله كرئيس تحرير لها تم إبعاده من مصر وأغلقت الحكومة المصرية ومكتب مجلة القدس وسحبت ترخيصها.
كان آخر منصب لأبو هشام هو مستشاراً للرئيس/ ياسر عرفات للشئون الإسلامية.
تعامل سعيد المزين (أبو هشام) مبكراً مع الكلمة ووظف معظم شعره وكتاباته لفتح الثورة وفلسطين والوطن.
يعتبر سعيد المزين من الأدباء الذين آثروا الحركة الأدبية والمسرح الوطني والفلسطيني حيث ألف العديد من المسرحيات والتي تم تمثيل الكثير منها على المسرح.
قام بتأليف النشيد الوطني الفلسطيني وألف الكثير من أناشيد الثورة والتي كانت تصدح بها إذاعة الثورة الفلسطينية حيث أن معظم هذه الأناشيد تم تلحينها وغناؤها.
كتب العديد من الملاحم الشعرية مثل ملحمة (طوباس) والملحمة الشعرية (سفر السيف)، كما كتب العديد من القصائد التي آثار جدلاً أدبياً وسياسياً.
انتقل سعيد خليل المزين إلى رحمة الله تعالى يوم الجمعة الموافق 29/3/1991م في مدينة الرياض حيث كان يعالج في مستشفى قوى الأمن إثر أزمة مرضية مفاجئة لم تمهله طويلاً عن عمر ناهز ألـ 56 عاماً وقد ووري جثمانه الثرى في مقبرة (العود) بالرياض حيث شارك بتشييع جثمانه آلاف الفلسطينيين والسعوديين وعلى رأسهم أمير منطقة الرياض الأمير سلمان بن عبد العزيز ورئيس اللجنة الشعبية لمساعدة مجاهدي فلسطين.
كان الراحل الكبير/ أبو هشام المزين صريحاً في مجاهرته ومقاومة الأخطاء والعثرات التي تقع فيها القضية الفلسطينية.
ويعتبر الراحل أبو هشام المزين أول قيادي فلسطيني يرفض علناً تدخل العراق واحتلاله لأراضي دولة الكويت الشقيق عام 1990م.
لقد رسم المناضلون من الأدباء والشعراء والمبدعون درباً ليكون منارة للإشعاع خالدة تغسل غبار الحزن وتمسح بمناديل التكريم البيضاء الناصعة الدمع الهتون، ورطب الحرقة الملتهبة لما عايشناه وعشناه، وفي احتفالية تليق بالمناضل الراحل الكبير سعيد خليل المزين (فتى الثورة) في القاهرة، وتقديراً لدوره النضالي وعطائه المتميز في مجال العمل الوطني باعتباره من الرواد الأوائل في الثورة الفلسطينية وتثميناً لأعماله الفنية الشعرية التي جسدت أسمى المعاني والتي عبرت عن شموخ الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة في النشيد الوطني الفلسطيني ورفع مكانة دولة فلسطين في الأمم المتحدة وفي سفارة دولة فلسطين بالرياض.
فقد منح الرئيس/ محمود عباس (أبو مازن) المرحوم المناضل الشاعر سعيد خليل المزين (أبو هشام) وسام الاستحقاق والتميز الذهبي، حيث قام سعادة السفير/ جمال الشوبكي سفير دولة فلسطين بالقاهرة بتسليم نجل الفقد/ هذا الوسام.
رحمك الله يا فتى الثورة وشاعرها وأسكنك فسيح جناته.