بقلم اللواء ركن عرابي كلوب
ولد سعيد عادل الحمامي في مدينة يافا عام 1941م وهاجر مع أسرته إلى الأردن عام 1948م تلقي تعليمه الابتدائي والثانوي في عمان , ثم انتقل إلى دمشق بعد دراسته الجامعية وحصل على شهادة الليسانس في الأدب الانجليزي , انضم إلى حزب البعث العربي أثناء دراسته , وبعد تخرجه انتقل للعمل في العربية السعودية مدرساً , إلا أنه لم يمكث طويلاً , فعاد إلى دمشق وعمل في الصحافة وترأس إحدى المطبوعات الصادرة هناك , لكنه سرعان ما انتقل للعمل التنظيمي الفلسطيني , حيث انضم إلى حركة فتح عام 1967م , وعمل في قطاع الجولان وبدأ نجمه بالصعود سريعاً بسبب ما تحلى به من جرأة وطلاقة تعبير وتخطيط استراتيجي .
أصبح سعيد الحمامي عضواً في المجلس الوطني الفلسطيني وهو في بداية الثلاثينات من عمره , ثم وقع عليه الاختيار لترؤس أول مكتب لمنظمة التحرير الفلسطينية في لندن , والذي أحدث إنشاؤه بالإضافة لبضعة مكاتب مماثلة في عواصم أوروبية أخرى , نقلة نوعية في العمل الوطني الفلسطيني , إذ أتاح وجود تلك المكاتب التواصل الفلسطيني المباشر مع وسائل الإعلام والفعاليات الشعبية والمؤسسات السياسية الغربية.
لقد نشط سعيد الحمامي في لندن بمقالاته الصحفية ومقابلاته الإعلامية والسياسية , واشتهر بخطاباته العامة في مختلف المنابر , بما فيها حديقة هايد بارك الشهيرة , وكان لأنشطته وقع مؤثر في الرأي العام البريطاني والدولي , بسبب طروحاته الداعية للتعايش السلمي بين الفلسطينيين والإسرائيليين المشروط بإعادة الحقوق المسلوبة للشعب الفلسطيني , وقد كان لطروحاته الجريئة أكبر الأثر في الإسهام في وضع القضية السياسية على الساحة الدولية بمنظار جديد , أربك الخطط الدبلوماسية وآلة الدعاية السياسية الإسرائيلية القائمة على تصوير العرب والفلسطينيين على أنهم دعاة حرب ودمار رافضون سلام .
ألف عنه داعية السلام الإسرائيلي المعروف ( أورى أفنيري ) كتاباً أسماه ( صديقي العدو ).
الشهيد /سعيد عادل الحمامي هو أبن عم السفير الأردني الأسبق لدى واشنطن ( حسين حمامي ) والكاتبة الأكاديمية العربية الأمريكية ( ريما حمامي ) وخال الدبلوماسي الأردني ( عزام علم الدين ) الذي عمل منسقاً لحركة عدم الانحياز من أجل عدم التسلح .
سعيد حمامي .. مناضل سياسي .. ومفكر فلسطيني ..
اغتيل سعيد الحمامي في مكتبه في لندن عام 4/1/1978 م برصاصات أطلقها عليه شاب قيل أنه عربي الملامح , إلا أنه لم يتم القبض عليه .
كانت الحادثة تمثل إيذاناً بحملة إرهابية أودت على مدى السنوات الخمس التالية بحياة أكثر الأصوات الفلسطينية في الغرب تحلياً بالفكر العميق والقدرة على الاقتناع وإيصال الصوت الفلسطيني إلى الرأي العام الأوروبي .
وجاءت العملية بتعليمات من النظام العراقي الذي حاول أن يمارس ضغوطاً على أبي عمار للالتحاق بالسياسة العراقية وهو الأمر الذي رفضته قيادة المنظمة .
نقل جثمان الشهيد / سعيد عادل الحمامي إلى عمان حيث دفن فيها .
رحمك الله يا سعيد وأسكنك فسيح جنانه