بقلم اللواء ركن عرابي كلوب
ولد المناضل/ عمر احمد محمود شبلي في طيرة حيفا عام 1945م وهجرت عائلته إلى مدينة حلب السورية عام 1948م، وأنهى دراسته الثانوية في مخيم النيرب للاجئين الفلسطينيين بحلب عام 1964م ثم التحق بكلية الحقوق وحالت ظروف اعتقاله بسبب نشاطه الوطني والسياسي من إكمال دراسته الجامعية، ثم حصل على إجازة في التدريس من المعهد العالي للمعلمين عام 1967م، حيث عمل مدرساً للموارد الاجتماعية في مدارس اللاجئين الفلسطينيين لفترة، وفي عام 1980 حصل على بكالوريوس في العلوم السياسية والاقتصاد من جامعة بغداد.
التحق أبو أحمد حلب بصفوف الثورة الفلسطينية منذ ريعان شبابه في منتصف الستينيات من القرن الماضي وأنخرط في العمل بالجبهة الشعبية لتحرير فلسطين (القيادة العامة) منذ تأسيسها، ثم شارك في إنشاء جبهة التحرير الفلسطينية بجانب الرفاق طلعت يعقوب وأبو العباس وآخرين، وأنتخب عضواً في لجنتها المركزية في المؤتمر الخامس، ثم عضواً في مكتبها السياسي في المؤتمر السادس وحاز على عضوية المجلس الوطني الفلسطيني عام 1979م وكان عضواً في المجلس العسكري في لبنان.
تولى أبو أحمد حلب العديد من المهمات النضالية والقيادية.
أصيب الرفيق/ أبو أحمد حلب في تفجير مقر الأمانة العامة للجبهة في بيروت حيث خضع لعدة عمليات جراحية.
أنتخب عضواً في المجلس المركزي الفلسطيني عام 1987م.
عاد الرفيق/ أبو أحمد حلب إلى غزة عام 1994م بعد عودة السلطة الوطنية الفلسطينية وقوات منظمة التحرير الفلسطينية لأرض الوطن، حيث عين مديراً عاماً لمديرية الشؤون العامة في وزارة الداخلية الفلسطينية، ثم رقي إلى درجة وكيل مساعد للوزارة، وبقي في هذا المنصب حتى عام 2003.
كان أبو أحمد حلب عضواً في مجلس الأمن القومي الفلسطيني.
أنتخب الرفيق أبو أحمد حلب نائباً للأمين العام لجبهة التحرير الفلسطينية عام 1998م وبعد استشهاد الرفيق/ محمد عباس (أبو العباس) في معتقلات قوات الاحتلال الأمريكي في بغداد، أنتخب أبو أحمد حلب خلفاً له في عام 2004م إلى أن وافته المنية بتاريخ 13/5/2007م.
لقد جسد الرفيق/ أبو أحمد حلب نموذجاً بارزاً في العطاء والنضال والحفاظ على الثوابت الوطنية لشعبنا الفلسطيني وفي المقدمة منها حق العودة، ودافع عن القدس ومقدساتها.
كرس الرفيق/ أبو أحمد حلب جل حياته من أجل تحرير فلسطين حيث لعب دوراً هاماً في النضال الفلسطيني والتحرري العربي، أرتبط اسمه بمسيرة كفاح ونضال طويل لجبهة التحرير الفلسطينية، حيث كان مؤمناً بعدالة قضيته وسلامة أهدافها.
كان أبو أحمد حلب وطنياً في مدرسة النضال تميز بمصداقية عالية وبنظافة الكف، لم يعرف المهادنة والوسطية، كان وحدوياً حتى النخاع.
لقد جسد الرفيق/ أبو أحمد حلب نموذجاً بارزاً في العطاء والنضال حيث كان له دور مميز في تشكيل لجنة المتابعة للقوى الوطنية والإسلامية، وساهم في معالجة ظواهر الفلتان الأمني وحل الإشكالات الداخلية.
لقد كان الفقيد من القيادات التي ساهمت في العمل الوطني الفلسطيني على مدار سنوات النضال والثورة من خلال مشاركته التنظيمية الفعالة في المؤسسات الوطنية بكافة أطيافها.
لقد تحلى الرفيق أبو أحمد حلب بالصفات التي يمكن من خلالها الحكم على مصداقية انتماءه والتزامه وهي صفات أخلاقية عالية عرفها كل رفاقه، فقد كان دوماً قائداً ومعلماً ثورياً تحلى في ممارسته بقيم الصدق فحمل أمانة الشهيد أبو العباس من خلال البساطة والتقشف والتواضع والابتعاد عن الاستعراض، كما تميز بالجرأة المبدئية والدفاع عن فلسطين.
أنتقل الرفيق/ عمر (أبو أحمد حلب) إلى رحمة الله تعالى بتاريخ 13/5/2007م عن عمر ناهز ال 63 عاماً، وبعد حياة حافلة بالعطاء والنضال من أجل شعبه ووطنه.
كان قائداً وطنياً أمن بالديمقراطية والتجديد، غادرنا في لحظة مصيرية هامة من تاريخ النضال الفلسطيني.
الراحل أبو أحمد حلب متزوج وله ثلاثة أولاد وبنت.
شيع الفقيد في موكب عسكري مهيب في مدينة غزة تقدمه كبار رجالات السلطة الوطنية الفلسطينية والنواب وممثلي كافة الفصائل الوطنية والإسلامية والشخصيات الوطنية، وتم دفن جثمانه في مقبرة الشهداء شرق مدينة غزة.
هذا وقد نعاه السيد الرئيس/ محمود عباس وكذلك لجنة المتابعة العليا للقوى الوطنية والإسلامية وفصائل العمل الوطني والإسلامي.
رحم الله الشهداء الذين فجروا الثورة، رحمك الله يا ابا أحمد حلب وأسكنهم فسيح جناته مع النبيين والصديقين والشهداء وحسن اولئك رفيقاً.