بقلم اللواء ركن عرابي كلوب
موسى علي حسن عرفات القدوة من مواليد مدينة يافا بتاريخ 16/9/1940م هاجر مع أسرته عام 1948م إلى قطاع غزة بعد النكبة حيث استقرت الأسرة في حي الدرج ومن ثم في حي الصبرة.
كان ترتيب موسى بالنسبة للذكور في أسرته الثالث بعد شقيقيه محمد وأحمد وبعده صائب ومصطفى، حيث كانت أسرتهم مكونة من ثمانية أفراد، خمسة من الذكور وثلاثة من الإناث.
درس موسى عرفات القدوة الابتدائية والإعدادية في مدارس غزة والثانوية في مدرسة فلسطين، التحق عام 1961م بجامعة القاهرة (كلية الحقوق) إلا أنه لم يكمل دراسته الجامعية.
تم تنظيمه في حركة فتح عام 1964م عن طريق الحاج / عوني القيشاوي (أبو معين) رحمه الله.
اعتقل موسى عرفات عام 1965م وأودع سجن غزة المركزي ومن ثم أفرج عنه وغادر بعدها متوجهاً إلى سوريا.
ومع انطلاقة حركة فتح عام 1965م وبداية العمل الفلسطيني المسلح شارك موسى عرفات في عدة عمليات عسكرية، كما شارك في حرب عام 1967م ضمن قوات الفدائيين التابعة لحركة فتح على الجبهة السورية.
سافر موسى عرفات إلى جمهورية الصين الشعبية في أول دورة عسكرية لحركة فتح عام 1967م وبعد عودته إلى الأردن شارك في معركة الكرامة بتاريخ 21/3/1968م.
بعد معركة الكرامة تزايد عدد الملتحقين بحركة فتح وبفضل هذه الأعداد الكبيرة والهائلة أخذت حركة فتح إلى تقسيم قواتها إلى ثلاثة قطاعات عسكرية تمتد من أم قيس في الشمال إلى وادي عربة جنوب البحر الميت، ويذكر أن هذه القطاعات الثلاثة كانت كما يلي:
1. قطاع الشمال.
2. قطاع الأوسط.
3. قطاع الجنوب.
وبعد معركة الكرامة تناوب على القطاع الجنوبي الشهيد/ نعيم الوشاحي، ومن ثم الأخ/ منذر الدجاني(أبو العز) وبعد ذلك تولى قيادة القطاع الجنوبي موسى عرفات، حيث استقرت قيادة القطاع الجنوبي في البداية بمدينة الطفيلة ثم انتقلت إلى البتراء وقد اشتمل القطاع الجنوبي على عدة وحدات عسكرية تضم كل وحدة عدد من القواعد إضافة إلى القوة المحمولة ووحدة الخدمات الطبية، حيث بقى في موقعه أعوام 68، 69، 1970م.
اعتقل موسى عرفات على أثر أحداث أيلول الأسود وقد تم الإفراج عنه في سبعينيات القرن الماضي بعد تدخل اللجنة العربية المشتركة التي شكلت خلال الأحداث.
كما أعتقل في سوريا من قبل المخابرات السورية وقد تعرض للتعذيب الشديد في السجن.
عام 1973م شارك موسى عرفات ضمن قوات حركة فتح (الوحدة الخاصة) في القتال على جبهة قناة السويس.
عين موسى عرفات نائباً لقائد قوات أجنادين في الساحة اللبنانية عام 1976م وبقي في هذا الموقع حتى عام 1982م.
خلال تلك الأعوام الماضية شارك موسى عرفات في العديد من الدورات العسكرية في كل من سوريا ومصر والصين، وروسيا ويوغسلافيا، حيث حصل على شهادة الماجستير في العلوم العسكرية من أكاديمية القيادة والأركان (الماريشال تيتو) والتي استمرت الدورة لمدة عامين ما بين أعوام 1980 – 1982م.
موسى عرفات كان من شخصيات حركة فتح العسكرية البارزة التي شاركت في طلائع قوات العاصفة التابعة لحركة فتح منذ البدايات والانطلاقة.
بعد الخروج من بيروت عام 1982م أثر اجتياح إسرائيل للبنان وانتقال القيادة الفلسطينية إلى تونس، عين موسى عرفات نائباً لمدير جهاز الاستخبارات العسكرية في حركة فتح، وبقي هذا المنصب حتى العودة إلى أرض الوطن.
بعد توقيع اتفاق أوسلو وعودة قوات م.ت.ف إلى غزة – أريحا صدر قرار بتعيين اللواء الركن/ موسى عرفات مديراً لجهاز الاستخبارات العسكرية، وقد شرع على الفور في تأسيس هذا الجهاز من الكوادر القديمة والجديدة، حيث كان مقرة الرئيس في مبنى السرايا الحكومي وأقام له عدة أفرع في محافظات الوطن الجنوبية والشمالية. عام 2004م أصدر الرئيس ياسر عرفات قراراً بتعيين اللواء الركن/ موسى عرفات مديراً للأمن الوطني الفلسطيني في محافظات غزة بالإضافة إلى مسؤوليته الإشراف على جهاز الاستخبارات العسكرية والذي لاقى هذا القرار امتعاضاً واعتراضاً واسعاً على هذا التعيين.
أثناء الانتفاضة الثانية (انتفاضة الأقصى) لعب اللواء الركن/ موسى عرفات دوراً فاعلاً في مجريات الانتفاضة عندما كان يشغل منصب مدير جهاز الاستخبارات العسكرية، حيث وبتوجيهات منه قام بتشكيل مجموعات قتالية باشرت العمل المسلح ضد قوات الجيش الإسرائيلي، حيث كانت له قراءة خاصة في تقديره للموقف الميداني مبنياً على حجم الفارق بين ما يتمتع به الجيش الإسرائيلي من قدرات وإمكانيات وتواضع إمكانيات ومقومات العمل الفلسطيني المسلح، فكان التركيز على اعتماد أساليب تتناسب مع الإمكانيات المتاحة، كما كان من خلال موقعه القيادي يعمل في سرية تامة وقتها للضرورة الحتمية وذلك بسبب صلة القرابة مع الرئيس / ياسر عرفات.
اللواء الركن/ موسى عرفات متزوج وله ولد وبنتان.
كان عضواً في المجلس الثوري لحركة فتح، وعضواً في مجلس الأمن القومي الفلسطيني، وعضواً في المجلس الوطني الفلسطيني.
بعد تولي الرئيس/ محمود عباس (أبو مازن) عمله كرئيس للسلطة الوطنية الفلسطينية، أصدر سيادته مجموعة قرارات من ضمنها تفعيل قانون التقاعد للعسكريين، وعليه ثم أحالة اللواء الركن/ موسى عرفات القدوة إلى التقاعد العام ضمن مجموعة من كبار الضباط وقادة الأجهزة الأمنية.
قام الرئيس/ محمود عباس (أبو مازن) بتقليد اللواء الركن/ موسى عرفات وسام نجمه القدس تقديراً لمسيرته النضالية الطويلة، كما عينه مستشاراً عسكرياً لسيادته.
شارك اللواء الركن/ موسى عرفات في عدو وفود عسكرية إلى العديد من البلدان الاشتراكية والعربية والصديقة.
تعرض اللواء الركن/ موسى عرفات إلى عدة محاولات لاغتياله، فقد نجا من محاولة اغتيال يوم 24/7/2003م بواسطة صاروخ أطلق من المباني المجاورة للسرايا على مكتبه في مبنى السرايا الحكومي، وسقط هذا الصاروخ في ساحة سجن غزة المركزي مما أدى إلى إصابات في حراس السجن والمساجين، وفي تاريخ 12/10/2014م نجا أيضاً من محاولة انفجار سيارة أثناء مرور موكبه وهو خارج من المركز الرئيسي في مبنى السرايا بغزة.
وبتاريخ 5/9/2005م تم اغتيال اللواء الركن/ موسى عرفات القدوة في منزله الكائن في حي الرمال الجنوبي، حيث اقتحم المنزل عشرات المسلحين وذلك في تمام الساعة الثالثة فجراً بعد أن تم تقييد ثلاثة من حراسه وقاموا بإطلاق النيران بكثافة على الأبواب بعد أو وضعوا عبوات ناسفة، حيث أطلقوا عليه عشرات الطلقات توفى على الفور داخل منزله ورغم وفاته قام المسلحون بنقله إلى الشارع العام وأمطروه بعشرات الطلقات وكذلك قاموا بدهسه بسيارة، وقامت مجموعة أخرى باختطاف ابنه الوحيد/ منهل علماً بأنه كانت جميع الشوارع المؤدية إلى منزله مسيطر عليها ومغلقه بسيارات المسلمين، وبعد يومين أي بتاريخ 7/9/2005م تم دفنه في مقبرة الشيخ رضوان بغزة.
لقد أثارت عملية الاغتيال جدلاً واسعاً في الأوساط الفلسطينية وتحديداً أوساط السلطة الوطنية الفلسطينية، حيث لم يتحرك أي جهاز أمني بعد سماعه إطلاق النار إلى مكان الحادث وكأن شيئاً لم يكن.
هذا الحادث الذي قامت به حفنة مأجورة خارجة عن القانون وقامت بارتكاب هذه الجريمة وقتله بدم بارد، إنما يدل على حالة الفلتان الأمني السيئ الذي كانت تعيشه أراضي السلطة الوطنية في قطاع غزة.
هذا الحادث قيد ضد مجهولين؟؟؟؟ حيث لم يعلن أي فصيل أو مجموعة عن تبنيه لهذا الحادث.
رحمك الله يا أبا منهل واسكنك فسيح جناته.