بقلم اللواء ركن عرابي كلوب
ولد/ خالد محمد الهادي إبراهيم اليشرطي في مدينة عكا عام 1935م وتلقى فيها دراسته الابتدائية، وحينما وقعت النكبة عام 1948م انتقل مع عائلته إلى بيروت وكان والده الشيخ محمد الهادي اليشرطي أحد رجال الدين المشهورين في فلسطين ولبنان بعد الهجرة أتم خالد اليشرطي دراسته الثانوية، ثم انتسب إلى الجامعة الأمريكية فنال شهادة الهندسة المدنية منها عام 1957م.
اتجه خالد اليشرطي إلى العمل الوطني منذ كان على مقاعد الدراسة الثانوية، فانتسب إلى حزب البعث العربي الاشتراكي في مطلع الخمسينات، وكان من المنظمين للمظاهرات التي سارت في بيروت عام 1954م ضد حلف بغداد، في تلك المرحلة انتخب عضواً في أول قيادة قطرية لحزب البعث في لبنان، واشترك في الاجتماع الموسع الذي عقده ممثلو الحزب في مختلف الأقطار العربية عام 1956م وطرح فيه شعار الوحدة التي قامت بين مصر وسوريا وذلك في أعقاب ارتفاع وتيرة الصراع بين حركات التحرر العربية وأتباع القوى الإمبريالية في المنطقة، وقع عليه الاختيار عام 1957م للمشاركة في مؤتمر لحركة التضامن مع الشعوب الأفروأسيوي الذي عقد في القاهرة، وجرى انتخابه في العام نفسه عضواً في القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي، ثم أعيد انتخابه في المؤتمر القومي الرابع الذي عقد في بيروت عام 1960م واسندث إليه مسئولية (مكتب فلسطين) وهو أحد أهم مؤسسات حزب البعث في حينه، وقام بتشكيل أول مجموعة للقتال داخل فلسطين عام 1962م.
كان المهندس/ خالد اليشرطي يؤيد حركة فتح سرياً وعلنياً لا يقدر بثمن منذ أن كان عضواً في قيادته القومية ومن موقعه هذا الذي تخلى عنه انتقل إلى حركة فتح، حيث أنه في عام 1965م ترك المهندس/ خالد اليشرطي حزب البعث الاشتراكي وانضم إلى حركة فتح وتولى فيها عدة مهام قيادية، كما اختير عضواً في المجلس الوطني الفلسطيني الرابع الذي عقد في القاهرة عام بتاريخ 17/7/1968م.
وانتخب رئيساً لمجلس إدارة الصندوق القومي الفلسطيني، ليصبح بذلك عضواً في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية.
كان للمهندس/ خالد اليشرطي دوراً بارزاً في المجال الإعلامي فقام بعدة جولات لشرح القضية الفلسطينية شملت كل من الاتحاد السوفيتيي، والصين وفيتنام وكوريا الديمقراطية، وكوبا ويوغسلافيا.
كان عضواً في الوفد الفلسطيني الذي توجه إلى القاهرة في تشرين الثاني 1969م حيث تم عقد اتفاق القاهرة بين منظمة التحرير الفلسطينية والسلطات اللبنانية بشأن تنظيم الوجود الفدائي على السام اللبنانية، وذلك برعاية الرئيس الراحل/ جمال عبد الناصر وحضور الأخ القائد العام ياسر عرفات والجنرال/ أميل البستاني قائد الجيش اللبناني نظم بموجبه هذا الوجود حيث كان تمهيداً لانتقال فصائل المقاومة الفلسطينية من الأردن إلى لبنان في أعقاب أحداث أيلول 1970م وأحداث تموز 1971م.
صدر للمهندس/ خالد اليشرطي كتاب آراء من فلسطين عن حركة التحرير الوطني الفلسطيني.
توفي المهندس/ خالد اليشرطي في بيروت حينما كان يتفقد سير العمل في بناية أقامها في محله ساقية الجنزير وذلك بإصابته بانقاض رمى بها عامل من شرفة الطابق الذي يعمل فيه، فنقل إلى مستشفى الجامعة الأمريكية حيث أجريت له عملية جراحية ولكن ما لبث أن فارق الحياة كان ذلك بتاريخ 15/1/1970م
دفن المهندس خالد اليشرطي في مقبرة الشهداء في بيروت
رحمك الله يا خالد اليشرطي وجعل مثواك الجنة بإذنه تعالى.