بقلم اللواء ركن عرابي كلوب
مرت السنوات والأيام وتعود بنا الذكرى حية تبعث في العقل والوجدان، لوحات نضالية رسمها فقيدنا (خطاب) بعرقه وبدمه، بنضاله وتجربته، بحبه لوطنه ولشعبه، حيث كانت زاخرة حافلة في العطاء والعمل طيلة الفترة التي قضاها جندياً ملتزماً في حركة فتح حتى تاريخ رحيله عن هذه الدنيا.
كان خطاب يقدس فلسطينيته، شديد النزعة، لا يجامل مهما اقتضى الأمر، أما فتحويته فقد كانت مضرب الأمثال، وتصل به إلى درجة المبالغة،
فمن هو القائد (خطاب).
عزت فريد أسعد أبو الرب (خطاب) ولد في قباطية قضاء جنين بتاريخ 22/8/1938م، وأكمل دراسته الثانوية في مدرسة جنين الثانوية عام 1956م، والتحق بسلك التعليم في الأردن حيث عمل في جنين ومن ثم عمل مدرساً في العربية السعودية عام 1964م ومذيعاً في الإذاعة السعودية بالرياض.
أنهى دراسته الجامعية في لبنان.
عاد إلى فلسطين في شهر مايو/آيار عام 1967م قبل هزيمة حزيران بقليل.
بعد الهزيمة التحق بحركة فتح عن طريق الأخ/ أبو عمار ليصبح مناضلاً ثم كادراً متقدماً في الحركة.
خرج إلى الأردن بعد احتلال إسرائيل الضفة الغربية بعد أن تم مداهمة بيته عدة مرات للبحث عنه واعتقاله.
في عمان أسندت إليه مسئولية تنظيم الحركة في حي الهاشمي، بالإضافة إلى عمله معلقاً في إذاعة صوت العاصفة بعمان في أحداث أيلول الأسود عام 1970م .
اعتقل الأخ/ خطاب وأودع سجن الجفر الصحراوي حيث مكث به ثلاث سنوات أبعد بعدها إلى سوريا.
في عام 1975م أسندت إليه مهمة التوجيه السياسي حيث عمل نائباً للمفوض السياسي العام لقوات العاصفة وبقي في هذا المنصب حتى خروج قوات الثورة من بيروت عام 1982م أثر الاجتياح الإسرائيلي لبيروت.
عين بعد ذلك مديراً لمكتب منظمة التحرير الفلسطينية في العاصمة الأردنية عمان ثم سفيراً في رومانيا وبقي بها عدة سنوات، ثم عين سفيراً لدى الجماهيرية الليبية، كان له دور هام في المساهمة الفعالة في تعزيز العلاقات الفلسطينية الليبية.
كان خطاب عضواً في المجلس الثوري لحركة فتح وعضواً في المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية .
أشرف خطاب على مدرسة الكوادر التابعة للتوجيه السياسي حيث كان مسئولاً عن توعية وتوجيه مقاتلي الثورة الفلسطينية.
لقد كان له حضور مميز لدى المقاتلين في القواعد العسكرية وقدم صورة مشرفة للفدائي والسياسي والوطني الملتزم.
نشر له عشرات المقالات والدراسات والأبحاث وكان له عدة برامج إذاعية في إذاعة فلسطين في بيروت.
انتقل إلى رحمة الله تعالى في رومانيا بتاريخ 24/5/1992م أثناء حضوره حفل تخرج نجله الأكبر حسام لمناقشة رسالة الدكتوراه.
.أبو حسام على العهد باقون.
كم نحن محتاجون لأمثال خطاب في هذا الزمن الرديء
رحمة من الله وسلام عليك يا ابا حسام
وأسكنك الله فسيح جناته.