بقلم اللواء ركن عرابي كلوب
ولد/ إبراهيم عبدالقادر صيدم في قرية عاقر القريبة من الرملة عام 1939م، حيث هاجرت أسرته قريتها عاقر أثر النكبة التي حلت بالشعب الفلسطيني عام 1948م وأستقر بهم المطاف في مخيم النصيرات الواقع على شاطئ البحر الأبيض المتوسط، درس في مدارس وكالة غوث اللاجئين المرحلتين الابتدائية والإعدادية ومن ثم أكمل دراسته الثانوية في مدرسة خالد بن الوليد.
غادر قطاع غزة عام 1960م إلى القاهرة للدراسة الَّا أنه لم يكملها، حيث غادر إلى الأردن عام 1966م بعد أن تم تنظيمه في حركة فتح عن طريق الشهيد القائد/ ممدوح صيدم (أبو صبري) ومنها غادر إلى الجزائر للتدريب.
بعد هزيمة حزيران عام 1967م سافر ابراهيم صيدم إلى الصين لتلقي العلوم العسكرية ضمن أول دورة عسكرية تعقد في جمهورية الصين الشعبية لحركة فتح وكان تعداد الدورة ثلاثون من الاخوة بقيادة القائد/ ممدوح صيدم ونائبه هايل عبدالحميد والمفوض السياسي هاني الحسن رحمهم الله.
بعد عودته من الدورة العسكرية عين مديراً للتسليح المركزي في حركة فتح بالأردن حيث كانت مديرية التسليح المركزي في الحركة من ضمن أجهزة الدعم المباشر مما يعطيها دوراً هاماً في عملية البناء والتواصل في تطورها في كل المراحل التي مرت بها الثورة الفلسطينية وحتى الخروج من بيروت.
بعد الانطلاقة الثانية للحركة عام 1967م كانت الأسلحة تصل إلى الكرامة في الأردن عبر دوريات تنقلها إلى الحدود السورية الأردنية وبعدها يتم تجميعها داخل الحدود في منطقة (الحمراء) بإشراف ابراهيم صيدم (أبو الخل) وبالتنسيق مع القائد/ ممدوح صيدم (أبو صبري) وذلك بمساعدة من الأشقاء في الجيش العراقي المتواجد على الأراضي الأردنية آنذاك.
عندما تشكلت مديرية التسليح بالأردن وعين لها مديرها الأخ (أبو الخل) تولى كل من الاخوة عبد العزيز أبو فضة مسؤول التسليح في شمال الأردن، وفي جنوب الأردن القطاع الجنوبي الأخ/ عبدالمعطي السبعاوي، وفي عمان الأخ/ أبو خالد السوري وفي درعا الأخ عبدالخالق (الباشا) وفي دمشق الأخ/ مجاهد بدران، وفي لبنان والجولان منذ عام 1969م الأخ/ ابراهيم غالب وفي البقاع الأخ/ أبو يوسف (سيف).
وفي منتصف السبعينات من القرن الماضي عين الأخ/ جمعة غالي نائباً لمدير التسليح المركزي وبقى الأخ/ ابراهيم غالب مسؤولاً عن التسليح في البقاع لبنان.
في تلك الفترة الذهبية حصلت حركة فتح على أسلحة دفاعية مجانية من كل من الجزائر ومصر والعراق وليبيا والصين والمانيا الشرقية وبلغاريا والاتحاد السوفيتي عبر وسطاء من الدول العربية، كما تم شراء بعض الأسلحة بصورة مباشرة من شركات السلاح في بعض دول أوروبا الشرقية حيث كان للأخ/ ابراهيم صيدم (أبو الخل) دوراً في ذلك.
تم تزويد كافة المقاتلين في الحركة بالأسلحة الشخصية والذخائر اللازمة والباقي كان يوضع في مستودعات للحركة في انحاء متفرقة من لبنان وسوريا، حيث كان يوجد لكل كتيبة ضابط تسليح يتبع مديرية التسليح المركزي مهمته صرف السلاح للمقاتلين وفق كشوفات معدة لهذا الغرض.
لقد تنوعت أسلحة الكتيبة الواحدة وفقاً لطبيعة عملها والدور المناط بها، فمثلاً القوة المحمولة كان تشكيلها من عدد كبير من سيارات الجيب العسكرية ومنصات إطلاق الصواريخ والرشاشات الثقيلة ومدافع آلية الحركة ومدافع عديمة الإرتداد.
في العام 1978م حصلت حركة فتح على صواريخ أرض جو لارتفاع 4,5كم وكان التنظيم الوحيد في الساحة الذي يملك مثل تلك الصواريخ، كذلك تم تزويد القوة المحمولة والفوج المدرع بدبابات من طراز (ت 34) وعربات استطلاع (ب. ر. د. م. 2) وناقلات جند (ب. ت. ر. 152) وعدد كبير من مدافع الهاوتزر عيار 122 ملم ومدافع الميدان عيار 130 ملم.
أبو الخل سيرته النضالية الطيبة خلال مشواره النضالي منذ أن التحق إلى حركة فتح حتى توفاه الله، كان نموذجاً للعمل والكفاح الدؤوب من أجل القضية الفلسطينية ومدافعاً عن الثورة الفلسطينية في كل مراحل نضالها لإستعادة الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة في الحرية والعودة والاستقلال وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف بإذن الله تعالى.
أنتخب ابراهيم صيدم (أبو الخل) عضواً في المجلس الثوري لحركة فتح في المؤتمر الرابع للحركة والذي عقد في مدينة أبناء الشهداء بدمشق في شهر مايو عام 1980م.
تدرج ابراهيم صيدم في رتبه العسكرية حتى وصل إلى رتبة اللواء.
كان عضواً في المجلس الثوري لحركة فتح وعضواً في المجلس الوطني الفلسطيني بالإضافة إلى مسؤوليته مديراً عاماً لمديرية التسليح المركزي.
اللواء/ ابراهيم صيدم/ (أبو نحل) كان عضواً في مؤتمرات فتح منذ المؤتمر الثاني الذي عقد عام 1968م.
الراحل أبو الخل متزوج وله ثلاثة من الذكور وبنت.
عاد اللواء/ أبو الخل بعد قدوم السلطة الوطنية الفلسطينية عام 1994م حيث بقى عضواً في المجلس الثوري للحركة.
أنتقل إلى رحمة الله تعالى بتاريخ 5/2/2013م بعد صراع مع المرض ودفن في عمان.
رحمك الله يا أبا الخل وأسكنك فسيح جنانه.