بقلم اللواء ركن عرابي كلوب
حسن كامل محمود زيدان من مواليد الطيرة/ حيفا عام 1940م، هاجر مع عائلته إلى سوريا عام 1948م عام النكبة التي حلت بالشعب الفلسطيني حيث استقر بهم المطاف، التحق للدراسة وأنهى دراسته الثانوية ومن ثم التحق بجامعة دمشق في بداية ستينيات القرن الماضي حيث تخرج من كلية التربية جامعة دمشق.
غادر سوريا إلى الجزائر عام 1963م للعمل مدرساً حيث التقى في الجزائر القائد الشهيد/ خليل الوزير (أبو جهاد) وعمل معه وبدأت مسيرته النضالية منذ بداية الانطلاقة حيث نظم في حركة فتح عام 1963م، وغادرها إلى دمشق عام 1965م عام أنطلاقة حركة فتح.
التحق بمعسكرات التدريب لحركة فتح حيث حصل على عدة دورات عسكرية داخلية، عمل بعدها مع الشهيد القائد/ أبو علي إياد مشرفاً على معسكرات الحركة في دمشق (معسكر حمورية، كفر سوسة، بيت نايم، زملكا وغيرها).
تسلم أبو فاروق مسؤولية إدارة بيت الجريح في مخيم اليرموك عام 1972م وذلك بعد انتقال قوات الثورة الفلسطينية من الساحة الأردنية إلى كل من الساحة السورية واللبنانية حيث كان في ذلك الوقت عدد كبير من الجرحى المناضلين الذين بحاجة إلى عناية ورعاية وعلاج وتأهيل.
عام 1975م انتخب أبو فاروق عضواً في لجنة اقليم سوريا في مؤتمر الأقليم الذي أشرف عليه الأخ أبو مازن في ذلك الوقت عندما كان مفوضاً للتعبئة والتنظيم في حركة فتح، ومن ثم سمي أبو فاروق أميناً لسر الأقليم.
في مؤتمر الإقليم الذي عقد عام 1979م أعيد انتخاب أبو فاروق في ذلك المؤتمر الذي أشرف عليه الأخ/ أبو ماهر غنيم وكان وقتها مفوضاً للتعبة والتنظيم.
على أثر الانشقاق الذي حصل في حركة فتح في شهر مايو عام 1983م اعتقل أبو فاروق من قبل المنشقين لمدة ستة أشهر.
اعتقل من قبل السوريين من عام 1985 – 1991م ستة سنوات ذاق خلالها أبشع أنواع التعذيب في أقبية المخابرات السورية مما أدى إلى معاناة من العديد من الأمراض.
بعد خروجه من السجون السورية عين أبو فاروق مديراً لمؤسسة أسر الشهداء في سوريا عام 1995م.
كان أبو فاروق عضو اتحاد المعلمين الفلسطينيين، وممثل فلسطين في الأمانة العامة لاتحاد المعلمين العرب، وعضو الهيئة الإدارية للاتحاد العام للمعلمين الفلسطينيين.
شارك في العديد من الوفود الرسمية للحركة ولاتحاد المعلمين في الخارج.
أبو فاروق متزوج وله ستة أبناء.
توفي أبو فاروق بعد صراع مع المرض بتاريخ 7/6/1996م ودفن في مقبرة الشهداء بمخيم اليرموك.
أبو فاروق كان مثال القائد والمناضل المتميز بخلقه ودماثته، والتزامه بكافة المهام التي كلف بها.
كان أبو فاروق خير الرجال وأنبلهم، رمزاً للوفاء والمجد والعطاء، ابن فلسطين البار انه الفلسطيني الحر الذي رفض الظلم والاستعباد انه رجل المواقف والنضال والتحدي والاصرار على الحق الفلسطيني، دافع بكل قوة أمام المنشقين والسوريين عن القرار الوطني الفلسطيني المستقل الذي دفع ضريبته بالسجن لمدة تزيد عن ستة أعوام، قضى حياته مدافعاً عن قضية شعبه العادلة.
لقد خسرت فلسطين برحيل هذا القائد المناضل أبناً باراً من أبناءها المناضلين الذي أعطى لفلسطين الكثير ورحل عنا بصمت وبدون ضجيج، دافع عن قضيته وشعبه بكل صدق وإخلاص.
غادرنا أبا فاروق دون أن تتكحل عيناه برؤية الوطن حراً سيداً حيث ظل يحمل هموم الوطن بين ضلوعه، كانت أمنيته أن يرى بلدته الطيرة محررة وأن يصلي في القدس الشريف.
خلال هذه المسيرة الطويلة من نضالنا الفلسطيني والتي خطها المناضلون من الرجال والنساء شيباً وشباباً في جميع ساحات النضال التي تواجدت فيها الثورة الفلسطينية، يجب لزاماً علينا في هذه الأوقات أن نوفي هؤلاء المناضلين حقهم ونتذكر محاسنهم ونكرمهم بما يليق بهم.
رحم الله المناضل الفتحاوي/ حسن كامل زيدان (أبو فاروق) واسكنه فسيح جناته.