بقلم اللواء ركن عرابي كلوب
ولد/ حامد محمود صقر أبو ستة عام 1924م في خربة معين أبو ستة قضاء بئر السبع، وهو من عرب الطرابين في النقب ولأسرته شأن بين بدو فلسطين، حيث ترعرع في أحضان عشيرته، درس في مدرسة خان يونس حيث حصل على الدرجة الأولى في التوجيهي بفلسطين مما أهله لدخول الكلية العربية في القدس، وبعد أن أكمل تعليمه في الكلية بامتياز ذهب إلى القاهرة حيث التحق بجامعة فؤاد الأول (جامعة القاهرة) لدراسة الهندسة المدنية وتخرج بامتياز وكان زميله في تلك الفترة ياسر عرفات.
تلقى حامد أبو ستة التدريب العسكري مع عدد من المتطوعين عام 1948، وأشترك مع مجموعة من الفدائيين ومن بينهم ياسر عرفات في عدة عمليات فدائية خلف خطوط القوات البريطانية في قناة السويس وذلك خلال فترة الدراسة بالجامعة.
بعد تخرجه من الجامعة عاد المهندس/ حامد محمود أبو ستة إلى المملكة العربية السعودية للعمل فيها مهندساً معمارياً وتفرغ لبناء المدارس والمستشفيات في جميع أنحاء المملكة.
ساهم المهندس/ حامد أبو ستة في تلك الفترة في مساعدة أبناء الشعب الفلسطيني في إيجاد العمل لهم في تلك المشاريع التي يشرف عليها حيث قام بتوفير أسباب النوم والراحة والمأكل على حسابه الخاص، كذلك خصص جزءاً من دخله في دعم ومساندة الطلبة الفلسطينيين الوافدين للدراسة بالخارج.
تزوج المهندس/ حامد محمود أبو ستة من أبنة سفير المملكة الأردنية الهاشمية في ذلك الوقت ورزق بأبناء (نضال، طارق، أيمن).
شارك المهندس/ حامد أبو ستة في المؤتمر الوطني الفلسطيني الأول الذي عقد في مدينة القدس عام 1964م.
كان المهندس/ حامد أبو ستة من مؤسسي منظمة التحرير الفلسطينية وعضواً في أول لجنة تنفيذية للمنظمة بين عامي (1964-1966) ومن ثم أعيد انتخابه لعضوية اللجنة التنفيذية في العام (1968-1984) حيث طلب أن يتقاعد من العمل السياسي لكبر سنه.
المهندس/ حامد أبو ستة أول من تبرع بمبلغ خمسون ألف دولار للمنظمة حيث فاق هذا المبلغ يومذاك تبرعات بعض حكام عرب للمنظمة.
كان المهندس/ حامد أبو ستة من أوائل الفلسطينيين الذين جمعوا ثروة طائلة وأول من تبرع للمنظمة قبيل إنشاءها.
رافق المهندس/ حامد أبو ستة المرحوم/ أحمد الشقيري بزيارات إلى العديد من التجمعات الفلسطينية المنتشرة في البلدان العربية تمهيداً لتأسيس م. ت. ف.
بالإضافة إلى عضويته في اللجنة التنفيذية الأولى فقد بقى عضواً في المجلس الوطني الفلسطيني منذ أنشاءه وعضواً في المجلس المركزي منذ استحداثه عام 1973م وحتى تقديم استقالته وتقاعده.
قام المهندس/ حامد أبو ستة بصفته عضواً في اللجنة التنفيذية ل. م. ت. ف بمهام التنسيق بين منظمة التحرير الفلسطينية والحكومة الأردنية في سبعينات القرن الماضي، كما ترأس دائرة شؤون الوطن المحتل في (م. ت. ف) لمدة عشرون عاماً. سافر مع الشهيد القائد/ ياسر عرفات إلى العديد من الدول العربية والصديقة.
على الرغم مما بدا على المهندس/ حامد أبو ستة من بساطة فلقد أثبت في مسيرته الشخصية والعامة ذكاء وقدرة على النجاح.
أنتقل إلى رحمة الله تعالى في العاصمة الأردنية عمان بتاريخ 27/6/2008م وقد تم تشييع جثمانه الطاهر إلى مثواه الأخير.
الراحل الكبير/ أبو نضال الفارس الذي رحل من العين إلى القلب، وكان فاجعة ألمت بقلوب ووجدان الشعب الفلسطيني، فهو الرجل الذي أحبه شعبه وأصدقائه.
أبو نضال سوف تدوم ذكراك يا من غرست في قلوب أبنائك المحبة والإخلاص، وسوف يتذكرك الجميع بالخير لمساهماتك الإنسانية للطلبة الفلسطينيين وأياديه البيضاء في تقديم يد العون والمساعدة لكل محتاج، وإلى انجازاتك الوطنية.
أبو نضال الفلسطيني الطيب كان رجلاً نزيهاً في أوقات ندرت فيها النزاهة، وكان شجاعاً وفارساً عندما ندرت الشجاعة وقل فيها الفرسان، لقد كان رجلاً صادقاً صدوقاً طيلة مسيرته النضالية الوطنية في خدمة شعبه وقضيته الماجدة.
كان الراحل الكبير/ أبو نضال متمسكاً بثوابت شعبه الوطنية مدافعاً عن حقوق اللاجئين وكان من الداعين إلى الوحدة الوطنية الفلسطينية باستمرار.
ومن المؤكد أن الذاكرة الفلسطينية المفعمة بالرموز سوف تؤرخ يوماً ما لتلك الشخصيات المؤسسة لمنظمة التحرير الفلسطينية منذ نشأتها وظهور كيان فلسطيني مستقل يمثل الشعب الفلسطيني في أماكن تواجده.
رحمك الله يا أبا نضال وأسكنك فسيح جنانه،،،