بقلم اللواء ركن عرابي كلوب
ولد فايز عرفات في حي الدرج بمدينة غزة هاشم بتاريخ 10/9/1942م وهو أكبر أبناء الحاج محمود عرفات من زوجته الثانية التي أنجبت منه ستة أولاد وفتاة واحدة، ومن زوجته الأولى التي انتقلت إلى رحمة الله تعالى ولدين وفتاتين.
درس فايز عرفات في مدرسة الإمام الشافعي في المرحلة الابتدائية ثم أكمل دراسته الإعدادية في مدرسة اليرموك والثانوية في مدرسة فلسطين.
بدأ فايز عرفات حياته الرياضية بممارسة لعبة كرة القدم أولاً في المدارس وفي الأزقة والحارات وسرعان ما بدأ يبحث عن مكان يمارس فيه هوايته المفضلة، فالتحق بنادي غزة الرياضي ورعاية الشباب عام 1959م.
استمر يلعب لنادي غزة الرياضي حتى هزيمة حزيران عام 1967م
كان فايز عرفات الملاكم العنيد الذي وقف بقفازاته في أكثر من دورة بطولة عربية ليدافع فيها عن الهوية الرياضية والوطنية بكل الانتماء الصادق لهذا الوطن المجبول بالدم بالأحمر القاني.
كان حلم الطالب/ فايز محمود عرفات أن يدخل الكلية الحربية ليصبح ضابطاً من منطلق وطني دفاعاً عن القضية الفلسطينية ودفاعاً عن شعبه المظلوم الذي تجرع معاناة التشرد والإذلال، لقد أصر الطالب فايز عرفات على الالتحاق بالكلية وهذا ما تمناه عام 1963م. بعد التخرج التحق بجيش التحرير الفلسطيني في مدينة غزة ومنها مارس لعبته المفضلة بدون انقطاع حيث كان له شرف تمثيل المنتخب الوطني وحقق نتائج وبطولات طيبة حيث واصل مسيرة عطائه وبدأ يدفع بإمكاناته الفنية والبدنية استعداد للمشاركة في الدورة العربية بالقاهرة عام 1965م.
شارك فايز عرفات في البطولات والدورات التي أقيمت في مصر (الإسكندرية – الزقازيق- طنطا – المحلة) وحقق نتائج طيبة أعوام 1965- 1966م مثل فلسطين في دورة الصدافة الأسيوية في كمبوديا عام 1966م وحصل على الميدالية الفضية وحصل على المركز الثاني على مستوى آسيا.
كان له شرف المشاركة وتمثيل فلسطين في بطولة الكليات العسكرية في مصر وحصل على المركز الثاني على مستوى الجمهورية.
أثناء هزيمة حزيران عام 1967م تم أسره من قبل الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة وهو يدافع عنها بكل بسالة مع ضباط آخرين وتم الإفراج عنهم في عملية تبادل الأسرى وسافر إلى مصر حيث التحق بقواته عين جالوت المرابطة على ضفاف قناة السويس.
كان فايز عرفات من أبرز الضباط من القيادات في الانضباط والتفاني في العمل.
شارك الضابط فايز عرفات في حرب أكتوبر عام 1973م على الجبهة المصرية من خلال قوات جيش التحرير وكان قائد لسرية الاستطلاع في ذلك الوقت.
كان من أوائل ضباط جيش التحرير الفلسطيني المتواجدين في مصر يلتحق بحركة فتح في لبنان عام 1975م ليكمل المشوار دفاعاً عن الثورة الفلسطينية ودفاعاً عن القرار الوطني المستقل.
كان الضابط فايز عرفات بطلاً مميزاً في القوات المسلحة الفلسطينية من عام 1970- 1973م.
شارك الضابط/ فايز عرفات في دورة الاستقلال التي عقدت في لبنان عام 1974م.
عندما التحق في لبنان عين في قيادة الكفاح المسلح الفلسطيني كقائد كتيبة أرسل إلى يوغسلافيا لتلقي العلوم العسكرية في أكاديمية المارشال تيتو عام 1980م حيث حصل على دورة القيادة والأركان وماجستير في العلوم العسكرية وأكمل بعد انتهاء الدورة في دورة متقدمة هي الأولى من نوعها دورة الدفاع الوطني في نفس الأكاديمية.
كان فايز عرفات مثالاً للأخلاق الحميدة والانتماء الصادق لفلسطين.
بعد الخروج من لبنان عام 1982م عين نائباً لقائد قوات الثورة الفلسطينية في عدن وبعدها بفترة طلب من القيادة أن يعود إلى لبنان وكان له، وعند وصوله ألقي القبض عليه من قبل المخابرات السورية التي كانت تسيطر على مفاصل الحياة في لبنان في ذلك الوقت وأودع السجن في دمشق حيث أمضى أكثر من خمسة أعوام ذاق خلالها مرارة التعذيب من الأقربون منا بعد خروجه من السجن حضر إلى صنعاء حيث عين بقرار من الأخ القائد العام / أبو عمار نائباً لقائد قوات شهداء صبرا وشاتيلا في صنعاء (العقيد أبو حميد)
عاد فايز عرفات مع قوات منظمة التحرير الفلسطينية إلى قطاع غزة أثر توقيع اتفاق السلام عام 1994 وساهم مع الشهيد اللواء/ أبو حميد في الإعداد والتدريب لقوات الأمن الوطني في المنطقة الجنوبية من قطاع غزة.
بعد فترة صدر قرار بنقله إلى المحافظات الشمالية حيث عين قائداً لقوات الأمن الوطني في محافظة جنين وبقي في هذا الموقع حتى أحيل إلى التقاعد.
انتقل اللواء الركن/ فايز عرفات إلى رحمة الله تعالى بتاريخ 30/11/2009م أثر مرض عضال ألم به.
لقد كان للرياضيين الفلسطينيين دوراً كبيراً في تعزيز الوحدة والتواصل وتحقيق الإنجازات لفلسطين في الدورات والبطولات العربية والدولية، وكان فايز عرفات أحد هؤلاء الأبطال الرياضيين الذين نفتخر بهم في مجال الرياضة كما نفتخر به في مجاله العسكري.
واعتزازاً وتقديراً لدورة الرائد والبطولي في الرياضة الفلسطينية ولعطاءه في هذا المجال، فقد كرمه نادي غزة الرياضي في الاحتفال الكبير الذي أقامه تكريماً لقادة ورواد النادي الأوائل الذين ساهموا في تطوير وتقدم الرياضة الفلسطينية وتحقيق الانتصارات لفلسطين ولنادي غزة الرياضي.
لقد حرص المرحوم اللواء الركن/ فايز عرفات على استضافة الوفود الرياضية التي كانت تحل ضيوفاً على المحافظات الشمالية ولقاء الفرق الرياضية هناك، كما عمل على تذليل كافة العقبات وتوفير مستلزمات الراحة لهذه الوفود، فكان حقيقة جسر التواصل للفرق والمنتخبات الرياضية الفلسطينية في كل محافظات الوطن.
فايز عرفات طيب القلب، عفيف اللسان، خدوم، صادق صدوق، محب لأصدقائه ولغيره، كريم جداً، رجل النخوة والشهامة.
رحمك الله يا أبا حسام وجعل مثواك الجنة بإذنه تعالى.