بقلم اللواء ركن عرابي كلوب
اللواء/ فريد مطلق عمر القطب من مواليد مدينة أربد بتاريخ 1/1/1919م ومن عائلة وطنية تتمتع بالكرم العربي الأصيل، وبالنخوة والشهامة، التحق بالجيش الأردني بعد أن اجتاز عدة دورات عسكرية، حيث عمل مرافقاً للملك المؤسس عبد الله الأول وكذلك الملك طلال.
شارك في حرب عام 1948م، مع القائد الأردني/ عبد الله التل قائد القوات العربية بفلسطين حينها وأبلى بلاءاً حسناً وخاصة في معارك باب العامود واللطرون.
وكان ممن قاموا بتفجير بناية (التوتردام) بالقدس، حيث منح على أثرها وسام الأقدام العسكري والشجاعة، استمر في خدمته العسكرية حتى عين قائداً للكتيبة العاشرة في الجيش العربي الأردني والمعروفة باسم الهاشمية وكان مقرها وقت ذاك مدينة نابلس بمنطقة الجنيد،.
وانتشرت سراياها في مناطق نابلس طوباس الفارعة جنين، وكان ملحق بالكتيبة قائد سرية الدبابات الشريف ناصر بن جميل وهو خال الملك حسين بن طلال، حيث كان في ذلك الوقت برتبة نقيب، وكان الملك حسين رحمه الله أثناء زياراته للضفة الغربية يأتي لزيارة الكتيبة باستمرار لأنها من أشهر وأقوى كتائب الجيش العربي تدريبياً وانضباطاً.
أرسل إلى بريطانيا في دورة عسكرية لكبار الضباط وبعدها ثم استدعاءه للعودة إلى الأردن حيث سجن لانتمائه لحركة الضباط الأحرار وبهذا أحيل إلى التقاعد عام 1959م.
لقد قدم أبا باسل عن إيمان وقناعة مطلقة وتامة كل جهده وعرفه من أجل قضية العرب المركزية فلسطين دون أن ينتظر أي مكسب سياسي أو مادي أو أي منصب أو لقب، حيث كان مقتنعاً بحق الشعب العربي الفلسطيني بالعيش في حياة كريمة على أرضه وإنشاء دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
ولهذا وبعد انطلاقة الثورة الفلسطينية بقيادة حركة فتح، كان له شرف الانتماء عام 1968م والالتحاق والتفرغ بها وذلك عام 1970م فكان من كبار الضباط الذين يلتحقون بالحركة حيث عين بعد تشكيل قوات اليرموك ركن إدارة ولوازم للقوات، وبعدها عين نائباً لمدير مديرية اللوازم العامة للحركة، وفي نهاية سبعينات القرن الماضي عين رئيساً لمحكمة أمن الثورة في بيروت، حتى الخروج بعد عام 1982م خلال الاجتياح الإسرائيلي للبنان.
كان اللواء / أبو باسل يؤمن بأن العمل هو تشريف وليس تكليف، حيث كان مخلصاً ووفياً لفلسطين والقضية.
بعد الخروج من بيروت عين اللواء/ فريد القطب مستشاراً عسكرياً للرئيس الشهيد/ ياسر عرفات، حيث كان من المقربين له ورافقه في العديد من زياراته الخارجية حتى العودة إلى أرض الوطن حيث كان محبوباً من القائد الرمز، إلى أن استشهد وهنا لم يتخلى عنه الرئيس / محمود عباس حيث بقي إلى جانبه مستشاراً عسكرياً حتى احالته إلى التقاعد بتاريخ 1/2/2005م
اللواء/ فريد مطلق القطب (أبو باسل) كان عضواً في مجلس الأمن القومي الأعلى والمجلس العسكري وعضواً في المجلس الوطني الفلسطيني.
لقد شارك في جميع معارك الثورة وفي الدفاع عن القرار الوطني المستقل.
اللواء/ أبو باسل كان شريفاً طيب الذكر، صديقاً للجميع لم يبخل يوماً بمساعدة أحد.
لقد حصل الراحل الكبير اللواء/ فريد القطب على الأوسمة التالية:
– نوط القدس الشريف منح من السيد الرئيس/ محمود عباس وذلك تقديراً لدورة النبيل وشجاعته وتفانيه في خدمة شعبنا الفلسطيني لتحقيق أمانيه الوطنية في الحرية والاستقلال وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
– وسام الدفاع البريطاني.
– وسام النصر البريطاني.
– وسام الشجاعة والإقدام العسكري.
– وسام التجردة المغربية.
– مجموعة أوسمة وشارات عسكرية منها (شارة حملة سوريا والعراق، شارة الخدمة العامة بفلسطين، شارة العمليات العسكرية بفلسطين، شارة كوكب الحرب) وغيرهما من الشارات والأوسمة.
وكان أهم وسام يحمله على صدره هو وسام حب المقاتلين والناس له، وكان يتمنى رؤية فلسطين دولة مستقلة وعاصمتها القدس والصلاة بالأقصى المبارك.
لقد غيب الموت اللواء/ أبو باسل بتاريخ 24/3/2010م ودفن في الأردن مسقط رأسه حيث أقيمت له جنازة رسمية.
اللواء/ فريد القطب متزوج وله من الأولاد والبنات سبعة وهم: (باسل، أحمد ، ماجد، نضال، منجد، عبير، غريب)
غاب القائد العسكري الأردني الفلسطيني القومي اليعربي، غاب المؤمن والمخلص لربه وبقيت ذكراه الطيبة في نفوس محببه.
رحمك الله يا أبا باسل، أيها العروبي الوطني الأردني الفلسطيني الشريف وإلى جنات الخلد مع الأنبياء والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا.