بقلم اللواء ركن عرابي كلوب
ولد باسل الكبيسي في مدينة بغداد عام1934م في عائلة عراقية معروفة بمواقفها الوطنية والقومية, فوالده المرحوم/ رؤوف الكبيسي – أحد رجال ثورة الشريف حسين عام 1919م ,وتقلد عدة مناصب في العراق منها محافظ البصرة , ومحافظ ذي قار, ومدير إدارة شؤون الأوقاف العراقية , واعمامه كانوا يمثلون القاعدة الإجتماعية لمدينة كبيسة العراقية وضواحيها, والقاعدة الاقتصادية التي كونت خطوط التجارة ما بين العراق وسوريا والأردن والسعودية وتركيا.
تلقى باسل رؤوف الكبيسي دراسته الإبتدائية والثانوية في بغداد،ثم إلتحق بالجامعة الأمريكية في بيروت عام 1951م , وعلي أثر مظاهرات الطلبة التي شهدتها بيروت إستنكاراً لإعلان قيام الحلف التركي-الباكستاني في شباط عام1954م , أصدرت إدارة الجامعة الأمريكية قراراً بفصله مع مجموعة من زملائه.
خلال دراسته في الجامعة الأمريكية , لمع باسل الكبيسي كناشط سياسي وكقائد طلابي , مكنته قدراته الثقافية والقيادية من الاطلاع بدور سياسي مهم ليس في الجامعة فحسب، بل في لبنان أجمع, تعرف في تلك الفترة على الدكتور/ جورج حبش , حيث إنضم الي حركة القوميين العرب , وأصبح من أوائل من إلتحقوا بهذه الحركة.
بعد طرده من الجامعة سافر باسل الكبيسي الي الولايات المتحدة الأمريكية حيث أتم دراسته الجامعية , ونال شهادة البكالوريوس في العلوم السياسية عام 1955م , ثم عاد الي العراق وساهم في تأسيس فرع حركة القوميين العرب هناك.
عام 1956م عين باسل الكبيسي مديراً لمكتب وزير الخارجية العراقية،فاستطاع التعرف عن كثب علي تحركات النظام العراقي السياسية وتمكن من وضع عبوة ناسفة في إحدى السيارات المرافقة للوفد الأردني الى مفاوضات إعلان الاتحاد الهاشمي في اذار عام 1958م وقد انفجرت في قصر الزهور ببغداد، واعتقل باسل على اثرها للتحقيق معه.
افرج عن باسل الكبيسي اثر ثورة تموز عام 1958م، ثم اعيد اعتقاله في عهد الرئيس الاسبق/ عبد الكريم قاسم – عام 1959م مع عدد من اعضاء حركة القوميين العرب لمدة تزيد على العام.
في عام 1966م قاد باسل الكبيسي نشاط التنظيم الطلابي في عموم اوروبا وكانت آراءه منفتحة على جميع الطلبة بمختلف انتماءاتهمالفكرية والسياسية بغض النظر عن انتماءاتهم الحزبية.
نال باسل الكبيسي رضى وود وتعاون الجميع، كما كان هو في تعاون وتنسيق مستمر معهم.
تزوج باسل الكبيسي من السيدة/ نادرة الخضيري – التي تحمل شهادة الدكتوراه في الادب الانجليزي وتنتمي الي ارقى العائلات البغدادية.
وعند تأسيس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في خريف عام 1967م،كان الدكتور/ باسل الكبيسي – من ابرز العناصر في اوساط المثقفين والطلاب العرب والأجانب في الولايات المتحدة الأمريكية وكندا لدعم الثورة الفلسطينية.
عين الدكتور/ باسل الكبيسي – استاذا في جامعة كالغاري بكندا عام 1969م، وبقي في منصبه حتى 1972م، حين عاد الى أرض الوطن، وتولى عدة مسؤوليات هامه في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.
تولى باسل الكبيسي – رئاسة تحرير مجلة الوحدة الناطقة بلسان الحركة بالعراق، غادر العراق الى الولايات المتحدة الامريكية لإكمالدراسته حيث حصل على شهادة الماجستير من جامعة (هوارد واشنطن) ومن ثم شهادة الدكتوراه والموسومه عن حركة القوميين العرب وتطورها ونشأتها.
الدكتور/ باسل رؤوف الكبيسي كان مناضلا جسورا، نذر نفسه للأمة العربية ولفلسطينتاركا خلفه الوطن والأهل والعائلة والأحبه.
استشهد الدكتور/ باسل رؤوف الكبيسي على ايدي عملاء الموساد الاسرائيلي في احد شوارع باريس يوم 6/4/1973م حيث كان يتابع مهماته النضالية.
هذا وقد نقل جثمان الشهيد الى بغداد حيث تم تشييعه رسميا الى مثواه الاخير وشاركت في جنازته القيادات الحزبية في العراق وممثلي كافة الفصائل الفلسطينية، وكبار المسؤولينفي الدولة.
استشهد الدكتور/ باسل الكبيسي – وترك خلفه ثلاثة اولاد وهم:-
احمد، ياسر، يعرب – استشهد الثلاثة أولاد ووالدتهم عام 1974م بعد عام من استشهاد والدهم في حادث تحطم طائرة ركاب فوق الاراضي السورية، هذه هى مشيئة الله،لكن ذكرى الدكتور/ باسل الكبيسي – سوف تبقى مثلآ اعلىللحياة والنضال والخلود الأبدي.
رحم الله الشهيد القائد الدكتور/ باسل رؤوف الكبيسي – واسكنه فسيح جناته.