بقلم اللواء ركن عرابي كلوب
بهجت عليان عبد العزيز أبو غربية ينتمي إلى عائلة عريقة من مدينة الخليل ولد في مدينة خانيونس عام 1916م، حيث أنهى دراسته الأولى في مدارسها ومن ثم أكمل دراسته الثانوية في مدرسة الرشيدية بمدينة (القدس)، عمل في حقل التعليم في الكلية الإبراهيمية بالقدس خلال الفترة من عام 1936- 1957م، كما عمل في الصحافة الفلسطينية عام 1937م وكان وكيلاً ومراسلاً لجريدة (الجامعة الإسلامية) شارك بهجت أبو غربية في ثورة عام 1936م وفي حرب عام 1948م وفي قيادة الجهاد المقدس وكان مساعداً للقائد/ عبد القادر الحسيني وخاض إلى جانبه معركة القسطل الشهيرة عام 1948م، حيث جرح أثناء المعارك التي خاضها دفاعاً عن فلسطين.
انتسب إلى الحزب العربي الفلسطيني بين عامي 1946- 1949م.
انتسب بهجت أبو غربية إلى حزب البعث العربي الاشتراكي عام 1949م في الأردن وانتخب عضواً في القيادة القطرية للحزب وبقي حتى عام 1957م.
تعرض بهجت أبو غربية للاعتقال والنفي والسجن عدة مرات في عهد الانتداب البريطاني على فلسطين.
شارك بهجت أبو غربية في تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية مع المرحوم/ أحمد الشقيري وشارك كذلك في تأسيس جيش التحرير الفلسطيني وقوات التحرير الشعبية.
انتخب عضواً في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية منذ إنشاء المنظمة عام 64- 1965م وكذلك من عام 1967 – 1969م، وعضو في قيادة الكفاح المسلح بعمان.
بهجت عليان أبو غربية عضواً في المجلس الوطني الفلسطيني منذ تأسيس المنظمة عام 1964 وحتى عام 1991م عندما قدم استقالته لعدم قبوله باعتراف المنظمة بقرار مجلس الأمن رقم (242) وكان عضواً في المجلس المركزي للمنظمة منذ إنشائه.
عام 1977م تنافس على رئاسة المجلس الوطني الفلسطيني إلا أنه خسر لصالح المرحوم/ خالد عبد المجيد الفاهوم.
بهجت أبو غربية كان الأب الروحي والمؤسس لجبهة النضال الشعبي منذ عام 1968- 1991م.
كان عضواً في لجنة المتابعة العليا للمؤتمر الوطني الفلسطيني، وعضواً في التجمع القومي العربي الديمقراطي في الأردن أعوام 1990- 1992م
ترأس بهجت أبو غربية اللجنة العربية الأردنية لمجابهة الإذعان والتطبيع بين عامي 1993- 1995م.
صدرت له كتابات ودراسات ومؤلفات عديدة، حيث كان يكتب مقالاً أسبوعياً في صحيفة (المجد) الأردنية.
صدر له عام 1993م القسم الأول من مذكراته (مذكرات بهجت أبو غربية 1916- 1949) في خضم النضال العربي عن مؤسسة الدراسات الفلسطينية، كذلك صدر له القسم الثاني من مذكراته خلال النكبة والانتفاضة (1949- 2000).
خاض بهجت أبو غربية كافة المعارك ببسالة منقطعة النظير، حيث ظل على صلابته دوماً وأبداً، وخاصة فيما يتعلق الأمر بفلسطين وهويتها، لا بل زادته السنون صلابة وتمسك بحقوق شعبنا في النضال والكفاح والمقاومة حتى نيل الاستقلال وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.
رفض شيخ المناضلين بهجت أبو غربية المساومة على الحقوق، فوقف كالطود الشامخ ضد دعوات التراجع والاستسلام والانهزامية، لم يتقاعس يوماً واحداً عن أداء واجبه أو القيام بأي عمل أو مهمة من أجل فلسطين وقضايا الأمة العربية.
بهجت عليان أبو غربية كان رجل المبادئ المواقف الصلبة والشامخة، والأخلاق الثورية الحميدة، كان يحلم باستمرار بأن فلسطين سوف تعود لأهلها وأبناءها الذين طردوا وهجروا منها من قبل العصابات الصهيونية. لقد كان هدفه أمام عينيه هو استرداد فلسطين وحرية الوطن الكبير وكرامة أبنائه.
قاد بهجت أبو غربية في هذا السن الكبير مسيرة جماهيرية في العاصمة الأردنية عمان تحت شعار حق العودة للاجئين الفلسطينيين وذلك في شهر ديسمبر عام 2001م.
رحل شيخ المناضلين بهجت عليان عبد العزيز أبو غربية بتاريخ 26/1/2012م في العاصمة الأردنية عمان بعد رحلة طويلة ومسيرة نضالية وكفاحية، رحل منذ ثلاث سنوات بصمت، غاب عنا شيخ المناضلين دون أن نودعه الوداع الأخير الذي يليق بنضاله وتضحياته وعطائه هذا الرجل يجب أن يتم تكريمه وإحياء ذكراه وأن يتم المزيد من الكتابة عن هؤلاء الرجال الأوفياء لفلسطين حتى تعرف الأجيال القادمة ماذا فعل جيل الآباء.
رحمك الله يا شيخ المناضلين الفلسطينيين واسكنك فسيح جناته.
هذا وقد نعاه السيد الرئيس/ محمود عباس (أبو مازن) والقيادة الفلسطينية كأحد رموز شعبنا الفلسطيني وعضو اللجنة التنفيذية للمنظمة سابقاً، وقد منحه سيادته وسام نجمة القدس تقديراً لنضاله الطويل في خدمة القضية الفلسطينية.