بقلم اللواء ركن عرابي كلوب
ولد احمد إبراهيم أبو طير في بلدة عبسان الكبيرة بتاريخ 1/ 1/ 1940 حيث كان هو الرابع في ترتيب اخوتة ضمن أسرة مكونة من ستة أفراد أخ وأربعة بنات حيث استشهد والده إبراهيم أبو طير عام 1948م على مشارف بلدة خزاعة شرق مدينة خان يونس وهو يدافع عنها .
درس احمد أبو طير المرحلة الابتدائية في مدرسة عبسان الكبيرة للبنين وأكمل المرحلة الإعدادية والثانوية في مدرسة العودة حيث كان من الأوائل في دراسته وكان متميزاً بين اقرانة الطلبة ,كان في ذلك الوقت رئيس نادي الكشافة وكابتن فريق كرة السلة ,حصل على الثانوية العامة عام 1962م.
لقد أيقظت سنوات الستينات والمد القومي الناصري في ذلك الوقت في الشباب نزوة الوطنية واستبدت بهم رغبة جامحة في مواجهة المحتل الإسرائيلي حيث كان الكل مسكوناً بالحلم الذي لم يغب عنهم ألا وهو العودة القريبة إلى ارض الوطن ,ارض الآباء والأجداد ,وكان الشباب كلما تعاظم الإيمان في قلوبهم تكاثرت همهماتهم وعلت أصواتهم للمطالبة بتحرير الوطن.
غادر /احمد ابوطير قطاع غزة الى لبنان عام 1965م حيث التحق بجامعة بيروت العربية وحصل منها على ليسانس في اللغة العربية عام 1970.
التحق بحركة فتح عام 1965م إثناء دراسته في الجامعة ,وكان رئيسا لاتحاد الطلبة الفلسطينيين فيها .
كانت هزيمة حزيران عام 1967م قد هزت مشاعر الشباب الفلسطيني أينما وجد وشلت الأمة العربية من المحيط الى الخليج ,حيث تفرغ بعد ذلك في الحركة عام 1969م والتحق للعمل في جهاز الأمن والمعلومات في بيروت وعين في ذلك الوقت مسئولا للمالية.
بعد استلام الشهيد القائد/ابوالهول جهاز الأمن والمعلومات عام 1973م عين الحاج/ ابوانور مسئولا لدائرة المعلومات وبعدها عين عضوا في قيادة جهاز الأمن والمعلومات .
شارك في جميع معارك الثورة الفلسطينية ومنها اجتياح بيروت عام 1982 حيث ترأس اللجنة الأمنية العليا كما شارك في معركة القرار الوطني الفلسطيني المستقل في طرابلس حيث ذهب مع الشهيد القائد /ابوعمار والشهيد القائد ابوجهاد/ إلى طرابلس للدفاع عن القرار الوطني المستقل.
شارك ضمن وفود دولة فلسطين إلى مؤتمر وزراء الداخلية العرب .
كان الحاج ابوانور عضواً في مؤتمرات الحركة الرابع عام 1980م والخامس عام 1989م.
حصل على عدة دورات أمنية وعسكرية في كل من الجزائر,موسكو,مصر,بريطانيا,لبنان وغيرها من الدول.
إثناء عمله في جهاز الأمن والمعلومات شارك الشهيد /صبحي ابوكرش ابوالمنذر العمل في جهاز الأرض المحتلة وذلك أثناء وجوده في بيروت .
واصل الحاج ابوانور دراسته الجامعية العليا إلى أن حصل على الماجستير في علم الدراسات الإسلامية والعربية عام 1980م.
بعد الخروج من بيروت وانتقال قيادة الثورة إلى تونس عام 1982م عمل بجانب الشهيد القائد أبو الهول في جهاز الأمن , وعند اغتيال القادة الثلاثة عام 1981م في تونس اشرف الحاج أبو أنور على التحقيقات .
عاد الحاج ابوانور إلى ارض الوطن بعد توقيع اتفاقية أوسلو مع القوات التي حضرت من تونس وذلك بتاريخ 11/6/1994م حيث تسلم مسؤولية أدارة جهاز المخابرات العامة وعضوا في قيادة الجهاز .
كان الحاج أبو أنور مثال الفدائي المخلص لوطنه ودينه وعرضه , المتفاني في حبه لعمله , لا تأخذه في الحق لومة لائم , كان دائماً نصير المستضعفين حيث كان لهم معيناًً ونصيراً , كان يلجأ إليه الجميع وخصوصاً الطلبة اللذين غادروا قطاع غزة للدراسة في بيروت حيث جعل من منزله مأوى ومكان لهم , كان يقدم المساعدات والتسهيلات وكافة الخدمات لالتحاقهم في الجامعة
كانت أمنية الحاج/ابوانور أن يكحل عينيه في وطنه وان يشم نسيمه العليل ,إلا أن القدر لم يمهله فقد أصيب بذبحة صدرية حادة بتاريخ 21/8/1994م إثناء تأدية واجبه الوطني في مقر مكتبه بالسرايا الحكومي ,حيث انتقلت روحه الى بارئها ودفن في بلدة عبسان الكبيرة ,
الحاج /ابوانور متزوج وله ولدان وبنت.
كان رحمه الله صمام الأمان لشباب الوطن الذين قدموا للدراسة في الخارج لما يتمتع به من أخلاقيات عالية ومصداقية للجميع .
كان الحاج/ابوانور في غاية الطيبة والأخلاق الكريمة,
دمث الخلق والمعشر ويتصف بالمرؤة والكرم وحسن الجوار والمودة لكل من عرفه ,كان عفيف اللسان صادقاً في التعامل ,وطنياً مخلصاً ,نزيهاً متديناً ,ملتزماً.
ابوانور ,لقد كنت دائما صادقا في دعواك ,تأتي بالعمل قبل الكلام , لقد كنت تملك قدرات كبيرة وأفقاً واسعاً كان يحتضن الجميع ,لقد عاش الحاج ابوانور محبا لإخوانه لاتفارقه ابتسامته الصادقة ,فكنت نعم الأخ الوفي ,ونعم الصديق الأبي .
رحمك الله ياحاج ابوانور رحمة واسعة وأسكنك فسيح جناته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.
هذا وقد نعت الشهيد حركة فتح والسلطة الوطنية الفلسطينية حيث عددت في بيان النعي مناقب الشهيد وابرز مراحل حياته النضالية