بقلم اللواء ركن عرابي كلوب
عبد القادر علي داوود جرادات ولد في قرية سعير قضاء الخليل عام 1944م حيث تلقى تعليمه الأساسي والإعدادي في مدارسها وأنهى دراسته الثانوية، وبعد هزيمة عام 1967م، غادر بلدته إلى الأردن حيث عمل مدرساً في منطقة جبل النصر.
أنضم إلى حركة فتح عام 1967م، وتلقى دورات عسكرية، وأظهر قدرة فائقة في التعامل مع الجماهير، وفي الدعوة للثورة، كما أثبت جدارة خلاقة في العمل التنظيمي، الأمر الذي أهله لتحمل مسؤوليات عديدة في العمل التنظيمي الحركي حيث عين عضواً في لجنة قيادة عمان.
شارك بفعالية عالية في تثقيف الأشبال في جبل النصر أعوام 1969، 1970، وشارك في أحداث أيلول عام 1970م، حيث كان قائداً لمنطقة جبل النصر، وقاتل في صفوف قوات العاصفة في أحراش جرش في مطلع عام 1971م، بعدها أنتقل للعمل في الساحة السورية حيث كان عضواً في لجنة شؤون الأردن حتى عام 1973م وبعدها انتقل إلى لبنان وخلالها أكمل فيها دراسته الجامعية في جامعة بيروت العربية، أنتخب عضواً في المؤتمر العام للاتحاد العام لطلبة فلسطين ونائباً لرئيس الاتحاد العام لطلبة فلسطين فرع لبنان.
عبد القادر جرادات (سعد) يمتلك شخصية قيادية فولاذية منضبطة، وحاسمه، لكنها هادئة، ومترويه في الوقت نفسه.
عندما دخلت لبنان في أتون الحرب الأهلية عام 1975، وأمام انهيار واضح للأمن في معظم انحاء العاصمة بيروت، بدأ الطلاب من تنظيم حركة فتح في الجامعات اللبنانية في تأطير أنفسهم ليأخذوا دوراً لحماية سكان المناطق المتواجدة فيها قوات الثورة الفلسطينية، وبهذا تشكلت السرية الطلابية من هؤلاء الطلبة عام 1975م وأصبح عبد القادر جرادات (سعد) قائدها الأول من ذلك العام، ووضعت السرية الطلابية ضمن تشكيلات قوات المليشيا التابعة لحركة فتح تحت قيادة الأخ/ جواد أبو الشعر رحمه الله.
أثناء الهجمات السورية المكثفة على قوات فتح عام 1976م، قادت قوات الانعزاليين هجوماً واسعاً باتجاه رأس النبع والبرجاوي، في 25 حزيران عام 1976م، نتج عنه سقوط عدة أبنية ومواقع، بدأ سعد قائد السرية الطلابية بالإعداد لهجوم مضاد ضد مواقع الانعزاليين حيث جمع عدد من المقاتلين من فتح والتنظيمات والحركة الوطنية، وبدأ هجوماً باتجاه الأشرفية، الَّا أن قوات الانعزاليين أستمرت بالقصف في منطقة تواجد المقاتلين، حينها تقدم سعد أمام القوة المهاجمة حاملاً مسدسه وسلاحه ونجح في التوغل في منطقة الاشرفية، لكن الرمايات الكتائبية الغزيرة أصابته فسقط على الفور جريحاً مضرجاً بدمائه لا يقوى على الحركة، نتج عن إصابة القائد/ سعد تراجع القوة المهاجمة من جراء القصف الشديد عليها، ترك سعد ينزف في أرض المعركة، حينئذ هرعت مجموعات من شباب السرية الطلابية من مواقع أخرى عند سماعهم الخبر نحو منطقة القتال، باحثة عن قائدهم سعد، وقد توغلت هذه المجموعة بالفعل في منطقة الاشرفية ولكن دون فائدة، فقد تم أسر القائد/ سعد (عبد القادر علي جرادات) من قبل قوات الكتائب اللبنانية وربطته بسيارة عسكرية وجرته وهو مصاب سحلاً وسط تلك المنطقة، حيث قامت بتصفيته على الفور، فمضى شهيداً، بطلاً من أجل عروبة ووحدة لبنان.
أستشهد سعد منذ ذلك التاريخ وأختفى جثمانه حتى يومنا هذا، استشهد سعد وهو في ريعان شبابه وقد بلغ الثانية والثلاثون من عمره، وقبل استشهاده بأسابيع قليلة أعلن عن خطوبته.
الشهيد/ سعد كان ذو شخصية واعدة في العمل السياسي والتنظيمي الفلسطيني.
كان الشهيد البطل/ عبد القادر جرادات يؤكد باستمرار على ارتباط الوعي النظري بالممارسة من خلال الالتزام الثوري الصادق بمصلحة الجماهير العربية في التحرر الوطني والتقدم الاجتماعي.
كما نعت حركة فتح والقيادة العامة لقوات العاصفة، والاتحاد العام لطلبة فلسطين، ومكتب شؤون الأردن، والسرية الطلابية في قوات العاصفة الشهيد/ عبدالقادر جرادات (سعد) الذي سقط شهيداً في معركة برج الناصرة بتاريخ 25/6/1976م.
عندما يكبر حجم الجرح، وتكبر الثورة، وحين يصير الجرح بحجم الثورة، يبدأ عرس الأرض، ويصبح دم الشهداء هو الشاهد، والحاكم، والجلاد، أنه الفرح الفلسطيني الذي لا يهزمه أي حزن وأية مؤامرة، حيث سيأتي دمكم يوماً ويحاسب كل وجوه المؤامرة والردة.
رحم الله المناضل القائد/ عبد القادر علي داوود جرادات (سعد) وأسـكنه فسيح جناته،،