بقلم اللواء ركن عرابي كلوب
الشتات والغربة والتشرد والمسافات البعيدة، كنت تحمل بين سطورها كل معاني التضحية والفداء، معاني الحب والتفاني في العمل، معاني الشوق لفلسطين والعودة المرتقبة إلى مسقط رأسك دير بلح, كم نحن محتاجون للرجال أمثالك، في هذا الزمن الذي نقف فيه على أرض الوطن، كي نتعلم من تجربتك النضالية.
ولد أبو العبد العكلوك في مدينة دير البلح بتاريخ 21/11/1937م وقد أنهى دراسته الثانوية عام 1956م وبعدها غادر إلى مصر والتحق بالجامعة حيث حصل على ليسانس في علم الاجتماع من جامعة عين شمس.
سافر إلى الجزائر حيث عمل مدرساً هناك بعد استقلالها
ترك مهنة التدريس وتفرغ للعمل في مكتب الحركة في الجزائر عام 1963م مع الشهيد أبو جهاد حيث كان أول المتفرغين.
عمل ممثلاً لحركة فتح في جمهورية الصين الشعبية عام 1964م وبعدها عاد إلى دمشق حيث شارك في الانطلاقة الأولى للحركة عام 1965م . تم اعتقاله في دمشق على خلفية الأزمة التي استشهد فيها الشهيد/ محمد حشمة وقتل فيها النقيب البعثي/ يوسف عرابي بتاريخ 9/5/1996م حيث صدر قرار من السلطات السورية باعتقال قيادة حركة فتح في سوريا وشمل هذا القرار كل من الأخوة/ ياسر عرفات، خليل الوزير، أبو صبري صيدم، أبو علي إياد، عبد الكريم العكلوك، زكريا عبد الرحيم، مختار بعباع وعبد المجيد زغموط، وبعد انقضاء حوالي الثلاثة أشهر من تاريخ الاعتقال جرى اطلاق سراح الأخوة/ ياسر عرفات وأبو صبري، وأبو علي إياد، ومختار بعباع بينما أبقى على الأخوة/ عبد الكريم العكلوك وزكريا عبد الرحيم وعبد المجيد زغموط قيد الاعتقال، وبعد خمسة شهور صدرت لائحة اتحام بحقهم، إلا أنه تم تبرئة كل من عبد الكريم العكلوك وزكريا عبد الرحيم وحكم على عبد المجيد زغموط بالإعدام.
كادت هذه الأزمة أن تقضي على الحركة وهي في مهدها.
عمل أبو العبد العكلوك كأمين سر إقليم سوريا من عام 1967 وحتى عام 1969م وكان أحد مؤسسي مكتب التعبئة والتنظيم لحركة فتح تولى مسئولية المنظمات الشعبية في الحركة من عام 1970-1989م، كان عضواً في المجلس الثوري لحركة فتح، وعضواً في المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية.
انتخب في المؤتمر السادس عام 1989م رئيساً للجنة الرقابية الحركية وحماية العضوية.
لقد كان أبو العبد العكلوك واحداً من صناع النظام في حركة فتح، حيث توجد لمساته في كل سطر من هذا النظام.
لقد جسد أبو العبد الخط التنظيمي والفكرة التنظيمية والصفاء الفتحاوي، كان مظلة يستظل بها الآخرون.
لقد كان أبو العبد العكلوك يمثل نهراً كبيراً متدفقاً من العطاء المتواصل، كان واحداً من رموز حركتنا العظيمة الذين نعتز بهم كثيراً، فقد كان عطاؤه متواصلاً باستمرار.
عاد إلى أرض الوطن عام 1994م ، حيث عين رئيس هيئة الرقابة العامة في السلطة الوطنية الفلسطينية .
انتقل إلى رحمة الله تعالى بتاريخ 28/4/1995م وهو على رأس عمله.
رحم الله قائدنا أبو العبد وأسكنه فسيح جناته.