بقلم اللواء ركن عرابي كلوب
المرحوم اللواء / عبد الفتاح رمضان الجعيدي (أبو رمزي ) قائد قوات الأمن الوطني في محافظة الخليل , أبو رمزي الذي ولد في قرية عراق سويدان عام 1938م هذه القرية التى تصل المجدل بالفالوجا وقد أكتسبت أهمية خاصة لموقعها لمرور الطريق الرئيس من طرفها الجنوبي ووجود مركز حصين فيها حيث أقام المحتل الإسرائيلي على هذه القرية ثلاث مستعمرات بعد العام 1948م .
على أثر نكبة العام 1948م رحل مع عائلته إلى قطاع غزة حيث درس في مدارسها وحصل على الثانوية العامة وغادر القطاع إلى العراق في بداية حياته حيث عمل مدرس هناك , وعندما فتحت الحكومة العراقية باب الإلتحاق بالكليات الحربية تقدم عبد الفتاح الجعيدي للإلتحاق بالكلية الحربية العراقية حيث تخرج منها عام 1961م في عهد الرئيس الأسبق عبد الكريم قاسم .
عمل بعد التخرج من الكلية في فوج التحرير الفلسطيني الأول الذي شكل آنذاك في العراق وتم توزيع كافة الضباط الفلسطيني على وحدات الجيش العراقي , عند انشاء جيش التحرير لفلسطيني عام 1965م نقل معظم الضباط الفلسطينيون إلى هذا الجيش .
حضر الضباط / عبد الفتاح الجعيدي إلى غزة عام 1966م حيث التحق بقوات عين جالوت المتواجدة في قطاع غزة حتى عام 1967م وشارك في حرب حزيران عام 1967م وبعدها تمكن من السفر إلى مصر بعد الهزيمة والتحق مجدداً بقوات عين جالوت المتواجدة على قناة السويس , عين قائداً لسرية مشاة وشارك مشاركة فعالة مع زملاءه على الجبهة المصرية في حرب أكتوبر عام 1973م .
حضر إلى لبنان عام 1978م وإنضم إلى قوات جيش التحرير الفلسطيني المتواجد على الساحة اللبنانية حيث عين نائباً لمسير أمور التنظيم الإدارة بالجيش , وبعدها عين قائداً لقوات المقاومة الشعبية التابعة للجيش في بيروت .
أثناء الإجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982 شارك ضمن قوات جيش التحرير بفاعلية لصد هذا العدوان , وبعد الخروج من بيروت عين قائداً للقوات الفلسطينية في تونس معسكر (وادي الزرقاء) حتى عام 1986م , حيث تم نقل القوات وتوزيعها إلى عدة بلدان , عين بعد ذلك قائد لقوات الثورة في العراق من عام 1986م وحتى عام 1990م وبعدها نقل إلى الساحة الليبية حيث عين قائد لقوات الثورة الفلسطينية في السارة حتى عام 1994م وحضور القوات إلى أرض الوطن بعد توقيع اتفاق أسلو .
عاد إلى أرض الوطن عام 1994م وتسلم مسؤولية قيادة القوات الحدودية وفي عام 1995م عين رئيس محكمة أمن الدولة العليا , عام 1996 نقل إلى المحافظات الشمالية من الوطن وعين قائد لقوات الأمن الوطني في محافظة الخليل حيث بقى في هذا الموقع حتى داهمه المرض وتوفى وهو على رأس عمله .
شارك اللواء / عبد الفتاح الجعيدي في عدة وفود عسكرة للثورة الفلسطينية حيث قامت هذه الوفود بزيارة إلى عدة دول إشتراكية .
شارك اللواء / أبو رمزي في معظم معارك الثورة الفلسطينية وحرص على الألتحاق في دورات عسكرية متقدمة ليتوج شخصية كمقاتل بثقافة عسكرية واسعة يستطيع من خلالها التعامل مع الآلة العسكرية والعلم العسكري الحديث بمهارة وقدرة عالية , كان قارئاً جيداً , ومشتركاً في عدة مجالات عسكرية .
اللواء/ عبد الفتاح الجعيدي حاصل على بكالوريس في العلوم العسكرية وليسانس واللغة العربية .
كان عضواً في المجلس الثوري لحركة فتح , وعضواً في المجلس الوطني الفلسطيني .
أبو رمزي بقي مدافعاً شجاعاً عن المشروع الوطني الفلسطيني وعن الوحدة الوطنية والديمقراطية والحرية حتى الرمق الأخير في حياته .
لقد مثل اللواء/ أبو رمزي الخلق الرفيع , وأتسم بالألتزام , وجسد في سلوكه نموذجاً للمناضل والقائد النزية والمثقف الواعي .
اللواء/ أبو رمزي تزوج عام 1963م في بغداد , وله ثلاثة أبناء وبنت واحدة .
أنتقل اللواء / عبد الفتاح الجعيدي إلى رحمة الله تعالى بتاريخ 6/2/2005م بعد أن داهمه المرض اللعين حيث دفن في مدينة غزة .
في ذكرى وفاته القى بعض الأخوة قصيدة قال فيها :
ستبقى ذكراك في القلب يامعلمنا والعين تبكيك
ويبقى أبناؤك المخلصين على درب العاصفة ترثيك
حيوا الرصاص الاولي هاذي الفتح البطولة
سلاماً على روحك الطاهرة أيها القائد أبا رمزي وسلاماً على أرواح جميع الشهداء , وإلى جنات الخلد بإذن لله