بقلم اللواء ركن عرابي كلوب
فوزي ابراهيم ماضي من مواليد قرية بيت حرجا بتاريخ 27/12/1943م، تفتحت عيناه وهو طفل صغير على النكبة التي حلت بالشعب الفلسطيني عام 1948م، حيث تم طرده من دياره وهاجرت أسرته من قريته إلى قطاع غزة حيث أستقر بهم المطاف، التحق فوزي ماضي بمدارس وكالة غوث اللاجئين حيث أنهي دراسته الابتدائية والاعدادية فيها، ومن ثم التحق بالمدرسة الصناعية (V.T.C) غزة عام 1961م-1962م، سافر بعدها إلى القاهرة بتاريخ 21/5/1962م لإكمال دراسته، حيث تخرج من المعهد العالي الصناعي حلوان (قسم المعادن) عام 1964م بالقاهرة.
أثناء دراسته في القاهرة تعرف على الشهيد/ صبحي ياسين الذي كان لاجئاً سياسياً في القاهرة، حيث تعلم مننه حب الفداء والوطن خلال وجوده في مدينة حلوان المصرية تعرف على النقابيين الفلسطينيين في ذلك الوقت منهم النقابي/ حسني الخفش، والنقابي/ ناصر الكوني والنقابي/ محمد ابو الليل، والنقابي/ رأفت شاهين، والنقابي/ موسى أبو حطب، وآخرين، حيث تم تشكيل فرع الاتحاد عمال فلسطين في مدينة حلوان الضايعة الأولى في مصر، وكان عضواً في اللجنة التأسيسية لهذا الاتحاد.
أثناء انعقاد المؤتمر الأول لاتحاد عمال فلسطين في غزة عام 1965م كان فوزي ماضي احد أعضاءه، حيث تم انتخابه عضو في المجلس الأعلى للاتحاد من داخل المؤتمر، وأمين سر اتحاد عمال فلسطين فرع مصر حتى العام 1967م.
خلال تلك الفترة تم تنظيمه في حركة فتح، حيث كان يؤمن على الدوام أن السلام هو قدر الشعب الفلسطيني من أجل استرداد الأرض ومقاومة هذا المحتل الذي صنع المأساة الفلسطينية منذ العام 1948م وحتى الآن، وآمن أن البندقية هي أقرب طريق لتحرير فلسطين، فترك العمل النقابي في القاهرة والتحق بصفوف قوات العاصفة، حيث التحق بدورة صاعقة في مدرسة أنتاص المصرية بعد انتهاء الدورة غادر القاهرة مع زملاءه الخريجين إلى العراق ومن ثم دخلوا إلى الأراضي الأردنية عن طريق الجيش الوافي.
شارك فوزي ماضي في معركة الكرامة الخالدة بتاريخ 21/3/1968م، كذلك شارك في العديد من العمليات العسكرية ومنها عملية الحزام الأخضر.
نقل عبدها للعمل في جهاز الرصد المركزي تحت آمرة الشهيد القائد/ صلاح خلف شارك فوزي ماضي في معارك أيلول الأسود عام 1970م بين المقاومة الفلسطينية والجيش الأردني وبعدها ترك إلى احراش جرش مع باقي القوات التي غادرت المدينة عمان.
بتاريخ 17/7/1971م، أعتقل فوزي ماضي من قبل الجيش الأردني ووضع في زنزانة لمدة “21” شهر في سجن الجفر الصحراوي قدم بعدها للمحاكمة حيث حكمت عليه المحكمة العسكرية الأردنية بالإعدام شنقاً حتى الموت وذلك بتاريخ 16/12/1972م.
تم الأفراج عن فوزي ماضي بتاريخ 4/12/1979م، بعد زيارة الأخ/ أبو عمار رحمه الله والرئيس القذافي للأردني، حيث كانت أول زيارة له بعد أحداث أيلول الأسود يزور فيها الأردن، حيث طلب من الملك الغاء حكم الاعداء والإفراج عنه وعن مجموعة من المعتقلين الفلسطينيين في سجن الجغر الصحراوي.
بعد الأفراج عن عمل عضو لجنة غزة مع الأخ/ أبو زهير الشوبكي في الساحة الأردنية، نقل بعدها إلى قوات الـ17.
شارك أبو هتلر في معرك لبنان عام 1982م خلال الاجتياح الإسرائيلي للبنان.
خلال سنوات عمل العميد/ فوزي ماضي في حركة فتح والثورة الفلسطيني كلف جهات عديدة، وكان متنقلاً ضمن أطار أجهزة الحركة حيث كان أخرها جهاز قوات الـ17 ضمن إطار الأمن الخاص.
العميد/ فوزي ماضي أعتقل في العديد من الدول العربية حيث تحمل تبعات التحاقه بالثورة الفلسطينية.
بعد أتفاق أوسلو وعودة قوات منظمة التحرير الفلسطينية والقيادة إلى أرض الوطن حضر العميد/ فوزي ماضي إلى قطاع غزة بتصريح زيارة بتاريخ 16/10/1994م، وعاد إلى عمله ضمن أطار الأمن الخاص.
أصيب فوزي ماضي بعدة أمراض منها السكري والمرارة، أقعدته فترة من الزمن.
احيل العميد/ فوزي ماضي إلى التقاعد بتاريخ 1/8/2005م.
لفظ العميد/ فوزي ماضي أنفاسه الأخيرة بتاريخ 3/9/2005م في المستشفى بعمان العاصمة الأردنية حيث كان يعالج من حدوث ذبحة صدرية (جلطة) في القلب حيث لم يتحمل قلبه العملية توفي على أثرنا، وتم احضار جثمانه إلى غزة حيث دفن فيها بعد الصلاة عليه.
فوزي ماضي كان حريصاً على انجاز أي مهمة يكلف بها بأكبر قدر من النجاح.
فوزي ماضي (أبو هتلر) توفي بعد مشوار طويل من النضال وعذابات السجون العربية، حيث أعطي زهرة شبابه لفلسطين، التي طالما رواد حلم العودة إليها، فهي كانت قضية الأولى وشغله الشاغل.
لقد كان الراحل/ فوزي ماضي أخاً وصديقاً لكل من عرفوه أو عملوا تحت آمرته، حيث كان شعله من النشاط والعمل.
فوزي ماضي عرف الكثيرين من قادة وكوادر حركة فتح في معتقل الجفر الصحراوي في سبعينيات القرن الماضي، حيث طلت علاقته جيدة بهم حتى تاريخ رحيله.
رحمك الله يا أبا هتلر واسكنك فسيح جناته.