بقلم اللواء ركن عرابي كلوب
علي محمد محمود بديوي من مواليد الكفرين قضاء حيفا بتاريخ 1947م.
هاجرت أسرته بعد نكبة عام 1948م واستقر بهم المطاف في مخيم الفارعة بنابلس ومن ثم انتقلت للعيش في جنين، درس المرحلة الأساسية والاعدادية ومن ثم أكمل الثانوية العامة في مدارس جنين.
التحق بحركة فتح بتاريخ 16/2/1966م ضمن المجموعات الأولى للحركة في مدينة جنين والتي قامت بتنفيذ العديد من عملياتها العسكرية، بعد عام 1967م انتقلنت الأسرة للاستقرار في عمان، التحق علي بديوي بدورة الصاعقة الأولى في بغداد منتصف عام 1968م، وعمل بعدها مدرباً مع الأخ/ أبو الزعيم، ومن ثم أنتقل للعمل في القواعد العسكرية بالأردن كان من أوائل الذين ذهبوا إلى جنوب لبنان، وفي نهاية عام 1969م أوكلت إليه مهمة مع زميله خيري أبو الحاج بقيادة دورية إلى داخل الوطن المحتل في شمال فلسطين وأحضار أسير اسرائيلي ان أمكن ذلك، وبالفعل قامت تلك المجموعات ليلة 1/1/1970م باحضار أول أسير اسرائيلي حيث قان أسد بغداد بحمله على كتفيه مسافة طويلة مشياً على الأقدام ومن ثم ذهبوا به إلى مرجعيون وبعدها نقل الأسير إلى دمشق وعمان حسب تعليمات القيادة وتم مبادلته فيما بعد بالأسير الأول للحركة.
عين أسد بغداد مسؤولاً للشرطة العسكرية في قوات القسطل، ومن ثم نقل إلى الكفاح المسلح حيث عين قائد كتيبة في مدينة صيدا وقبل اجتياح اسرائيل للبنان عام 1982م نقل إلى قوات ال 17 حيث كان أحد الأعمدة الأساسية لتلك القوات.
اجتاز أسد بغداد دورة قادة سرايا وقادة كتائب في الاتحاد السوفيتي سابقاً.
شارك أسد بغداد في جميع معارك الثورة الفلسطينية التي خاضتها وكذلك شارك في التصدي للاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982م.
عين أسد بغداد عام 1986م ملحقاً عسكرياً في سفارة فلسطين برومانيا وبعد قدوم السلطة الوطنية الفلسطينية صدر قرار بنقله و تعيينه ملحقاً عسكرياً في سفارة فلسطين في الأردن وحتى تاريخ احالته للتقاعد عام 2008م.
كان خلال عمله أخاً وصديقاً للجميع ولم يبخل عن تقديم أي مساعدة من خلال موقعه العسكري وكان حريصاً في الحصول على العديد من الدورات العسكرية والأمنية من تلك الدول التي عمل فيها ملحقاً عسكرياً.
أبو اياد مناضل كبير كان من الرعيل الأول، كان رجلاً خلوقاً مؤدباً خلال مسيرته النضالية وحتى رحيله بالأمس كان متنقلاً بين ساحات الوطن العربي والعالم الخارجي، حيث وهب جل حياته من أجل القضية الفلسطينية وشعبها.
لقد كان الراحل الكبير يتمتع بالشجاعة والجرأة والعزيمة والقوة، فكان دائماً مع المقاتلين وأمام مرؤوسيه.
بقى اللواء/ أسد بغداد حتى آخر نفس يناضل ويكافح من أجل قضيته العادلة ليرى اعلامها خفاقة فوق مآذن القدس وكنائسها.
أحيل اللواء/ علي محمد محمود بديري (أبو إياد) إلى التقاعد على الساحة الأردنية بتاريخ 9/2/2008م.
انتقل إلى رحمة الله تعالى يوم الاثنين الموافق 15/6/2015م في عمان.
هكذا ترجل الفارس اللواء/ أبو اياد بعد سنوات عمل قضاها في الثورة الفلسطينية حيث غيبه الموت بعد معاناة طويلة مع المرض.
سيبقى أبو اياد في القلب والوجدان بفضل مسيرته النضالية التي تميزت بالصدق والشجاعة والنقاء الثوري.
لقد عرض أبو اياد روحه ودمه خلال مرحلة الكفاح المسلح، وكان يتمتع بكرم محمود، وسخاء غير محدود وتقديم المساعدة لمن يستحق.
انه اللواء/ أسد بغداد (أبو إياد) الذي سيبقى في ذاكرة الأجيال على مر العصور، ولسوف تبقى روحه بين ثنايا الذاكرة الفلسطينية وتاريخ مسيرته النضالية شاهدة على ذلك.
عليك رحمة من الله ورضوانه يا صديقي العزيز،،
رحم الله اللواء/ علي محمد بديري (ابو اياد) واسكنه فسيح جناته،،
وألهم أهله وذويه جميل الصبر والسلوان، وإنا لله وإنا إليه راجعون.