بقلم اللواء ركن عرابي كلوب
ماجد محمد توفيق النجمي من مواليد عبلين قضاء شفا عمرو بتاريخ 6/6/1945م، وما أن تفتحت عيناه حتى حلت نكبة عام 1948م بالشعب الفلسطيني الذي طرد من دياره، فانتقلت أسرته للإقامة في لبنان، فعاش حياة المخيم منذ نعومة أظفاره في مخيم تل الزعتر القريب من العاصمة بيروت، حيث تربى وترعرع في مخيمات الشتات.
درس ماجد النجمي المرحلة الاساسية والإعدادية والثانوية في بيروت ومن ثم التحق بجامعة بيروت العربية.
التحق ماجد النجمي في حركة فتح عام 1966م في لبنان، وقد اتخذ لنفسه أسماً حركياً هو (راجي) تكريماً لابن عمه المقيم الصامد داخل الأرض المحتلة ولم يغادرها منذ العام 1948م، وبعدها قام بتسمية ابنه الوحيد باسم/ راجي.
حمل راجي النجمي السلاح مبكراً منذ البدايات مدافعاً عن الشعب والقضية ومنخرطاً في حركته الثورية.
راجي النجمي عمل في الساحة اللبنانية بالعمل التنظيمي وكان عضواً في لجنة إقليم لبنان، ومسؤولاً عن أمن الإقليم في حركة فتح، عين بعدها عضواً في قيادة جهاز الأمن والمعلومات في سبعينيات القرن الماضي.
خلال الحرب الأهلية في لبنان عام 1975م وبعد أن تم تدمير مخيم تل الزعتر من قبل عصابات الانعزاليين وقوات الكتائب خرج راجي وأسرته من المخيم واستقر في بيروت.
كان راجي النجمي مسؤول العمل الأمني الميداني على الأرض ويساعده ويعاونه فريق من الكوادر المؤسسة لجهاز الأمن في بيروت في كل المهمات الأمنية التي كان يقوم بها على كامل الأراضي اللبنانية.
من أدق المهام الأمنية التي كلف وأشرف عليها راجي النجمي التحقيق في اغتيال القادة الثلاثة (أبو يوسف النجار، وكمال عدوان، وكمال ناصر)عام 1973م.
شارك راجي النجمي في جميع معارك الثورة دفاعاً عن القرار الوطني المستقل، وكان عنيداً في ذلك.
خلال اجتياح اسرائيل للبنان عام 1982م، وخروج قيادة المنظمة إلى تونس، غادر راجي النجمي مع القيادة إلى تونس، وفي عام 1985م طلب العودة إلى لبنان، حيث عين نائباً لمعتمد الإقليم في الساحة اللبنانية.
في عام 1986م اعتقل راجي النجمي من قبل المخابرات السورية وأودع السجن في أقبية المخابرات السورية مدة ست سنوات حتى عام 1992م ذاق خلالها أبشع أنواع التعذيب الجسدي والنفسي.
بعد الخروج من المعتقل توجه إلى تونس حيث عين عضواً في لجنة قيادة الساحة اللبنانية وبعدها استقر به المطاف في العاصمة عمان حيث كان يعالج بعد الافراج عنه من المعتقل.
مع عودة قيادة منظمة التحرير إلى الوطن عام 1994م لم يتمكن راجي النجمي من العودة إلى أرض الوطن سوى عام 1996م عندما تم حضوره بتصريح زيارة هو وأسرته.
بعد وصوله إلى أرض الوطن عين مساعداً لقائد قوات الأمن الوطني في المحافظات الشمالية بقيادة اللواء/ الحاج إسماعيل جبر إلَّا أنه لم يستمر في هذا الموقع طويلاً.
عين عام 2006 مساعداً لوزير الداخلية ومستشاراً للشؤون الأمنية، حتى تقاعده عام 2008م.
عين عضواً في المجلس الثوري لحركة فتح عام 1989م من خلال المؤتمر الخامس للحركة والذي عقد في تونس وهو معتقل لدى السوريين، وفي المؤتمر السادس للحركة والذي عقد في مدينة بيت لحم عام 2009م فاز بعضوية المجلس الثوري لحركة فتح.
تقاعد اللواء/ راجي النجمي بتاريخ 9/2/2008م.
اللواء/ راجي النجمي متزوج وله ابن أسماه (راجي).
عمل في أمانة سر المجلس الثوري لحركة فتح.
انتقل اللواء/ راجي النجمي إلى رحمة الله تعالى صباح يوم الثلاثاء الموافق 2/6/2015م، أثر مرض عضال ألم به منذ سنوات حيث كان يعالج في مستشفى المطلع بالقدس الشرقية وتم إحضار جثمانه إلى رام الله (المستشفى الحكومي) وبعدها تم الصلاة عليه في مسجد (عين منجد) ومن ثم نقل إلى مثواه الأخير حيث ووري جثمانه الطاهر الثرى في مقبرة بيتونيا المشتركة، وأقيمت للراحل الكبير جنازة عسكرية شارك فيها قيادات وكوادر حركة فتح والأجهزة الأمنية وحشد كبير من أصدقاء الفقيد.
كان اللواء/ راجي النجمي فلسطيني حتى النخاع، عنيد، صلب، صادق، أمين، نقي، كان رجل مبدئي، وصاحب موقف، لا يهادن، فارساً من فرسان حركة فتح الأوائل، رفيق الدرب، قائداً في كل المواقع التي شغلها.
أحب فلسطين كل فلسطين، عرض روحه ودمه في سبيل مبادئه، حيث كان المبدأ عنده فوق المصلحة الشخصية.
راجي النجمي كان هادئاً، دقيقاً، واعياً، مطلعاً على الفكر الثوري، كان قارئ جيد وكان ذو عقلية أمنية وتنظيمية مميزة.
لقد تميزت مسيرة الراحل الكبير بالصدق والاستقامة والجرأة والشجاعة والنقاء الثوري، حمل الهم الفلسطيني ردحاً من الزمن، كان مدافعاً صلباً، أعطى الكثير لشعبه ووطنه، ودافع عنها بكل صدقٍ وإخلاص.
أحب فلسطين وعشقها وأحب ترابها وسهر وحلم بها، لقد كان أبو راجي أخاً للجميع وصديقاً كبيراً لكل أبناء الحركة.
رحم الله اللواء/ راجي النجمي واسكنه فسيح جناته..
وإلى أن نلقاك لروحك الطاهرة ولأروح كل الشهداء التقدير والوفاء، رحمك الله يا ابا راجي واسكنك في عليين.
ونسأل المولى عز وجل أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ورضوانه.