بقلم اللواء ركن عرابي كلوب
ولد أمين محمد محمود كايد في بلدة الصفصاف قضاء صفد بفلسطين المحتلة عام 1944م، وهو من أسرة وطنية عريقة حملته معها وهو طفل لا يتجاوز الرابعة من عمره وهاجرت إلى لبنان على أثر النكبة التي حلت بالشعب الفلسطيني عام 1948م فاستقرت العائلة في مخيم عين الحلوة القريب من مدينة صيدا عاصمة الجنوب اللبناني.
والده الحاج/ محمد محمود كايد كان من مناضلي ثورة عام 1936م وكان نائباً للقائد عبد الله الأصبح قائد عسكري منطقة الجليل بشمال فلسطين.
تلقى علوم الإبتدائي والإعدادي في عين الحلوة وأكمل دراسته الثانوية في مدينة صيدا.
تربى وترعرع أمين محمد كايد منذ سنواته الأولى في أحضان أسرة مناضلة فأستمد ذلك من صموده وانتمائه للوطن.
سافر إلى اسبانيا بعد حصوله على الثانوية العامة لدراسة الطب، وترك الدراسة في سنة ثالثة ليلتحق بحركة فتح عام 1965م، حيث كان من الشباب المتحمسين والمندفعين، فاختير لأول دورة عسكرية خارجية عام 1967م إلى الجزائر فنال رتبة الملازم.
شارك أمين كايد في معركة الكرامة عام 1968م، وبعدها أنتقل إلى سوريا حيث خدم في قطاع الجولان والعرقوب وجنوب لبنان، وكان من خيرة الشباب الذين خاضوا عدة عمليات عسكرية ناجحة داخل الأرض المحتلة ومن ثم فرز للتدريب على المتفجرات والهندسة العسكرية.
عمل أمين كايد مع الشهيد القائد/ أبو علي إياد لفترة من الزمن.
تلقى أمين كايد العديد من الدورات العسكرية الخارجية ومارس العديد من المسؤوليات الحركية، نقل إلى قوات الـ 17 عام 1974م وعين مسئولاً للأمن وعام 1980 عين قائداً لكتيبة المضادات الجوية “75 ملم” بعد تشكيلها حيث كان مقرها في سفوح جبال مقدوشية جنوب لبنان. كذلك شاك في معارك الدفاع عن القرار الوطني المستقل، وبقى في لبنان خلال فترة الاجتياح الإسرائيلي للعاصمة بيروت عام 1982م، حيث أنتقل مع القوات إلى تونس.
عين بعد الخروج من لبنان مسؤولاً عن الساحة اليونانية لأمن الرئاسة ونائباً للشهيد علي الزيبق الذي كان الضابط المسؤول عن أمن الساحات في أوروبا.
بعد أن أتخذت القيادة قراراً بإعادة جزء من قوات فتح العسكرية إلى الساحة اللبنانية عاد أمين كايد عام 1985م إلى جنوب لبنان ليساعد في إعادة ترتيب قوات أمن الرئاسة هناك، وكان له دور مميز في بناء هذا الجهاز.
تسلم العميد/ أمين كايد مسؤولية جهاز أمن الرئاسة في جنوب لبنان منذ عام 1987 وحتى عام 1992م، وبعد استشهاد الأخ/ حسني سليم عين العميد/ أمين كايد مديراً لأمن الرئاسة في الساحة اللبنانية وحتى تاريخ استشهاده الواقع بتاريخ 19/5/1999م
تعرض العميد/ أمين محمد كايد لأكثر من محاولة اغتيال وكان بمثابة العين الساهرة لأمن جماهيرنا من العملاء.
اغتيل العميد/ أمين محمد محمود كايد (أبو باسل) بتاريخ 19/5/1999م مع زوجته فاديا العاصي على يد مجموعة جبانة غادرة خارجة عن القانون في مخيم عين الحلوة بعد أن قامت مجموعة عصابة الأنصار بنصب كمين له حيث تم اغتياله، وبذلك أصبح كل ضابط يصل من الخارج إلى الساحة اللبنانية سواء كان في بيروت أو الجنوب اللبناني معرضاً للاغتيال وذلك بقرار من النظام السوري وبأدوات فلسطينية للأسف الشديد.
أمين كايد حصل على شهادة البكالوريوس في الأدب من جامعة بيروت العربية وكذلك حصل على شهادة الماجستير في التاريخ من نفس الجامعة، وكان يحضر لمناقشة رسالة الدكتوراة في تاريخ القدس القديم.
قدمت عائلة العميد/ أمين كايد شقيقه الأصغر/ أحمد محمد كايد شهيداً.
لقد أمن العميد/ أمين كايد أن الفكرة التي أعتنقها يجب أن يسقيها أبنائها بدمائهم الزكية، لذلك عشق الفتح والانتماء الحقيقي للوطن والشعب، فكان جندياً مخلصاً حيث ترعرع في أحضان أسرته الفتحاوية الوطنية.
رحمك الله يا أبا باسل وأسكنك فسيح جنانه..