بقلم اللواء ركن عرابي كلوب
محمد أحمد اسماعيل غانم ولد في قرية حتا عام 1945م ضمن أسرة مكونة من خمسة أفراد ثلاث شباب وبنتين وكان محمد ترتيبه الثالث بين الأولاد، عمل والده في القوات المصرية التي حضرت للدفاع عن فلسطين، حيث استشهد خلال المعارك، تاركاً خلفه عائلة وكان محمد عمره وقتها ثلاث سنوات عند حلول النكبة بالشعب الفلسطيني عام 1948م وتشريده من دياره، رحلت العائلة إلى غزة واستقر بهم المطاف في حي الصبرة ومن ثم مخيم الشاطئ.
انهى دراسته الأساسية والاعدادية في مدارس وكالة الغوث ومن ثم انهى دراسته الثانوية في مدرسة فلسطين للبنين، التحق عام 1966م بدورة ضباط الاحتياط بالكلية الحربية في مصر، وعندما تخرج عين في كتيبة الصاعقة في رفح حتى نشوب حرب حزيران عام 1967م، حيث شارك في المعارك التي حدثت في القطاع أصيب خلالها في يده، أعتقل من قبل القوات الإسرائيلية بعد احتلال القطاع عام 1967م مع شقيقه الأكبر عبد الحميد غانم حيث مكثوا في المعتقلات الاسرائيلية حتى شهر مارس 1968م عندما تم تبادل الأسرى، غادر بعدها إلى مصر والتحق بقوات عين جالوت، نقل بعدها إلى إدارة الحاكم العام لقطاع غزة حتى العام 1971م، بعدها التحق بحركة فتح وغادر القاهرة إلى دمشق حيث عين قائد سرية في كتيبة شهداء أيلول، عمل بعدها قائداً لسرية الدفاع في قيادة قوات القسطل حتى الاجتياح الاسرائيلي للبنان عام 1982.
شارك في معارك الدفاع عن الثورة الفلسطينية والحفاظ على القرار الوطني المستقل ضد المنشقين في طرابلس عام 1983م إلى أن انتقلت قوات الثورة إلى الأماكن الجديدة في دول الشتات، حيث عين ركن تدريب قوات شهداء صبرا وشاتيلا في اليمن ومن ثم عين مسؤولاً عن الأمن حتى العودة إلى أرض الوطن عام 1994م.
أجتاز الأخ/ أبو شادي دورة قادة سرايا في الباكستان عام 79/1980م، وعام 85م أجتاز دورة قادة كتائب دبابات في الصين، وعام 1989م، رشح إلى دورة القيادة والأركان في رومانيا حيث حصل على ماجستير في العلوم العسكرية من كلية القيادة والأركان.
عاد إلى أرض الوطن مع قوات شهداء صبرا وشاتيلا عام 1994م وعين مسؤولاً للأمن القاطع الجنوبية (المنطقة الجنوبية) من قطاع غزة وحتى التقاعد عام 2006م.
انتقل اللواء الركن/ محمد أحمد غانم (أبو شادي) إلى رحمة الله تعالى يوم الجمعة الموافق 30/3/2007م، وورى الثرى يوم السبت الموافق 31/3/2007م بعد الصلاة عليه، حيث شارك في وداعه رفاق دربه واحبائه وأصدقائه وذويه وجمع غفير من الجماهير.
أبو شادي طبيب القلب، كان هادئاً بطبعه، محباً لعمله، متفانياً في عمل الخير، كان يتمتع بأخلاق عالية، وكرم محمود كان مثالاً للشجاعة والإقدام والإخلاص والانضباط.
انتقل اللواء/ أبو شادي إلى رحمة الله تعالى بعد مشوار طويل من النضال، حيث لم يكن بعيداً عن قضيته التي أعطاها جل عمره، لقد كانت القضية الفلسطينية أسمه وعلمه وهويته، ولطالما راوده حلم العودة إلى الوطن.
لقد ترك الراحل اللواء/ أبو شادي خلفه بصمة في قواته من خلال الانضباط والشجاعة والحرص على أداء المؤسسة الأمنية لدورها في خدمة الجمهور، وكان سباقاً إلى الالتزام بالقيم والمثل التي تبنتها تلك المؤسسة، فكسبت احتراماً وتقديراً عالياً من رؤسائه ومرؤوسيه وكل من عرفه أو زامله أو أطلع على سيرته.
لقد كان اللواء/ أبو شادي ينكر ذاته ويعمل بصمت ولم يزاحم أحد يوماً ما على منصب أو موقع.
رحم الله الراحل اللواء الركن/ محمد أحمد غانم (أبو شادي) واسكنه فسيح جنانه مع النبيين والصديقين وحسن اولئك رفيقاً.