بقلم اللواء ركن عرابي كلوب
زهدي قاسم عبد المجيد القدرة من مواليد مدينة خان يونس عام 1947م أنهي دراسته الأساسية والإعدادية والثانوية في مدارسها وانتقل إلى القاهرة لدراسة الطب هناك حيث بقى لمدة ثلاثة سنوات ترك بعدها الدراسة في الجامعة وتفرغ للعمل في حركة فتح.
زهدي القدرة (أبو القاسم) أصبح عضواً في حركة فتح بتاريخ 26/12/1966م، وفي عام 1968 تفرع للعمل في مكتب الاعلام بالقاهرة بناء لطلب الأخ القائد كمال عدوان والذي طلب منه الحضور إلى عمان للعمل معه وبعد فترة وجيزة غادر مرة ثانية إلى القاهرة، ليعمل في التنظيم حيث كان مسؤول منطقة تنظيمية في القاهرة، أنتخب بعدها رئيس اتحاد طلبة فلسطين فرع القاهرة عام 1970م وكان يعمل كذلك ضمن جهاز القطاع الغربي، عين بعدها أمين سر إقليم جمهورية مصر العربية إلى أن أصبح معتمداً للإقليم ممثلاً لحركة فتح وذلك في العصر الذهبي الذي كانت تمر به الحركة في سبعينيات القرن الماضي.
عين بعدها مديراً لمكتب منظمة التحرير الفلسطينية بالقاهرة.
أصدر الرئيس ياسر عرفات قراراً بتعيينه سفيراً لفلسطين في القاهرة من عام 1994م وحتى عام 2005م، حيث كان طيلة هذه المدة خادماً لشعبه ومناضلاً لقضيته العادلة.
بتاريخ 24/2/2006م أصدر الرئيس/ محمود عباس قراراً بتعيينه محافظاً لمدينة رفح حيث حضر من القاهرة ومارس عمله حتى الانقسام الذي حصل عام 2007م غادر بعدها للاستقرار في القاهرة مرة ثانية.
زهدي القدرة (أبو القاسم) السفير والمحافظ وعضو المجلس الثوري سابقاً وعضو المجلس الاستشاري لحركة فتح، كان طيب القلب، دمث الخلق، كان يواصل الليل بالنهار لخدمة قضية شعبه، وكان محل ثقة عند الرئيس الشهيد القائد/ ياسر عرفات، بنى علاقات لصالح القضية في مصر مع كافة القوى الوطنية والأحزاب السياسية المصرية ومؤسسات الدولة.
عرف عن الأخ/ زهدي القدرة انتمائه الوطني العالي، وتحمسه الشديد للوحدة الوطنية، ولذلك حافظ على علاقات واسعة مع مختلف الفصائل والقوى والقطاعات المختلفة من أبناء الشعب الفلسطيني، ولهذا حاز على محبة عارمة له لكل من عرفه من أبناء الشعب الفلسطيني وفعالياته المختلفة.
كان الراحل الكبير/ ينتمي فعلاً إلى الشعب هذا الانتماء وصل إلى حد الالتصاق بقضايا الناس والمشاركة في أفراحهم وأتراحهم في القاهرة ومناسباتهم والوقوف إلى جانبهم ومساعدتهم قدر الإمكان.
زهدي القدرة كلف بمهمات كثيرة من قبل القيادة الفلسطينية خلال عمله سفيراً لدولة فلسطين بالقاهرة وكان من ضمن عدة وفود سافرت إلى الخارج مع الرئيس الشهيد/ ياسر عرفات إلى دول عربية وأجنبية.
كان الأخ/ زهدي القدرة عضواً في مؤتمرات فتح من المؤتمر الرابع والخامس والسادس وعضواً في المجلس الوطني الفلسطيني.
كان زهدي القدرة هادئاً بطبعه، متفانياً في عمل الخير، مضحياً من أجل الآخرين، ذو سيرة حسنة، كانت فلسطين همه الأول والأخير، كان يتمتع بقيم أخلاقية عالية، وكرم محمود، وسخاء غير محدود لمن هم أحق بالمساعدة، ولديه خصلة الإيثار، رجل مبدئي، وصاحب موقف.
لقد خسرت فلسطين وحركة فتح أبناً باراً من أبناءها الأوفياء الذي أعطي فلسطين الكثير ورحل عنا بصمت بعد صراع طويل مع المرض.
لقد قضى زهدي القدرة (أبو القاسم) حياته دفاعاً عن قضية شعبه العادلة وفي معارك الشرف التي خاضها دفاعاً عن عدالة هذه القضية.
زهدي القدرة لن ننساك أبداً حيث كنت مثالاً للصدق والالتزام الوطني، فقد كنت من أنبل الرجال، رمزاً للوفاء والمحبة والعطاء، أنت ابن فلسطين البار، أنت الفلسطيني الحر.
رحم الله الراحل الكبير/ زهدي القدرة (أبو القاسم) واسكنه فسيح جناته
والهم ذويه جميل الصبر والسلوان.