بقلم اللواء ركن عرابي كلوب
الشهيد / مسعود حسين محمود عياد من مواليد حي الزيتون بمدينة غزة يوم 13/2/1941م واستشهد بنفس التاريخ 13/2/2001م بفارق ستون عاماً قضى معظمها في مقارعة العدو المحتل للقطاع خلال الانتفاضتين الأولى والثانية، نشأ في أسرة مكونة من سبعة أخوة وأربعة أخوات حيث كان والده فلاح وله أراضي في غزة وقد عمل مع والده في الزراعة.
بعد هزيمة حزيران عام 1967م، التحق مسعود حسين عياد بتنظيم حركة فتح في القطاع من خلال لجان القطاع الغربي.
عمل الشهيد مسعود عياد بصمت وبدون ضجيج وبدون إعلام، حيث كان من الكوادر البارزة في حركة فتح بالقطاع، وكان يحيط عمله بكل السرية.
لقد لعب دوراً كبيراً في الانتفاضة الأولى منذ انطلاقتها في أواخر عام 1987م.
اعتقل مسعود عياد مرات عدة ولفترات متفاوتة منذ العام 1980م،
حيث كان أول اعتقاله من 17/3/1980 – 5/5/1980م
والاعتقال الثاني من 15/9/1982 – 19/10/1982 م
والثالث من 21/1/1988 – 10/4/1988م
والرابع من 20/11/1989 – 27/11/1989م
والخامس من 9/3/1993 – 8/9/1993م
وكانت توجه له دائماً تهم الانتماء لحركة فتح
بعد عودة قيادة المنظمة إلى أرض الوطن عام 1994م، التحق مسعود عياد بقوات الـ 17 في غزة وعين قائداً لمعسكر القوات في جباليا.
عند اندلاع الانتفاضة الثانية عام 2000م بدأ مسعود عياد بجلب السلاح من الخارج للمقاومة الفلسطينية بعدة طرق، كذلك قام مع مجموعاته بمهاجمة دوريات الاحتلال وبعض مواقعه في منطقة نتساريم، حيث لعب دوراً هاماً في التصدي لقوات الاحتلال وحماية شعبنا.
استشهد العقيد/ مسعود حسين عياد (أبو خضر) من جراء قصف سيارته من قبل طائرات الأباتشي في عملية اغتيال وصفت بالأولى من نوعها في ذلك الوقت.
عملية الاغتيال:
الهدف اغتيال المقدم: مسعود حسين محمود عياد، قائد معسكر ال 17 جباليا، حيث أطلقت عليه أربع صواريخ من مروحية أباتشي إسرائيلية 3 صواريخ أخطائه والأخير أصاب الهدف.
الزمان: الثلاثاء الموافق 13/2/2001م على تمام الساعة العاشرة إلا ربعاً صباحاً.
المكان: طريق صلاح الدين المؤدية إلى القاطع الشمالي من قطاع غزة، قبل دوار القرم بما يعادل 80 م تقريباً.
المسافة: 3000 م بين مروحية الأباتشي والهدف تقريباً
سرعة السيارة: بين 40 كم إلى 60 كم في الساعة.
النتيجة: استشهاد المقدم/ مسعود حسين عياد، حيث كان بحوزته كلاشن وقد تناثرت أشلاءه، واحترق جهاز جوال من شدة الانفجار وجهاز الماترا وكذلك المسدس، حيث أكد الطبيب الشرعي أن أسباب الوفاة تعود لإصابته في الصدر والرأس بعدة شظايا وحروق شديدة في جميع أنحاء جسده، حيث استشهد المقدم/ مسعود نتيجة الحروق الناجمة عن انفجار الصاروخ بينما كان خارج السيارة وليس بداخلها.
بعد استشهاده ظهر وزير الدفاع الإسرائيلي على التلفزيون وأعلن أنه تم قتل ضابط من قوة ال 17 كان مسؤولاً عن عدة عمليات فدائية.
لقد كان الشهيد يحظى باحترام الجميع لأنه كان إنساناً متواضعاً، لم يتواني عن تقديم المساعدة للأسر المحتاجة وخصوصاً من أسر الشهداء والأسرى.
لقد ترك الشهيد خلفه بصمة واضحة في سجل النضال الفلسطيني حيث كان من المميزين خلال الانتفاضتين السابقتين.
في عام 2003م وخلال توغل الدبابات في حي الزيتون، قامت القوات المعتدية بوضع عبوات ناسفة في منزل الشهيد المكون من خمسة طوابق والذي تم تدميره وتسويته بالأرض بكامل محتوياته، وتم اعتقال أنجال الشهيد (خضر، حسان) خلال عملية التوغل، وكان قبلها تم اعتقال ابنه (نصر).
رحم الله الشهيد مسعود عياد واسكنه فسيح جناته.