بقلم اللواء ركن عرابي كلوب
محمد عيس فياض من موالد قرية القرارة بتاريخ 18/6/1951م تلقى دراسته الابتدائية والإعدادية والثانوية في مدارسها بعد عام 1969م غادر قطاع غزة إلى الأردن حيث التحق بحركة فتح هناك، وشارك في أحداث أيلول الأسود عام 1970م والتي حصلت بين المقاومة الفلسطينية والجيش الأردني، وبعد خروج المقاومة من الساحة الأردنية عام 1971م توجه إلى بيروت حيث انتسب إلى جامعة بيروت العربية وحصل على شهادة الليسانس في اللغة العربية ومنها أكمل دراسة الماجستير التحق بجهاز الأمن والمعلومات في بيروت وكان يعمل ضمن دائرة الأمن بقيادة الحاج أبو أنور أبو طير رحمه الله عليه.
عند اجتياح إسرائيل لبنان عام 1982م وخروج قيادة الثورة وانتقالها إلى تونس خرج أبو عيسى مع كادر الأمن والمعلومات إلى تونس واستمر في عمله ونشاطه طيلة وجوده على الساحة التونسية.
اجتاز أبو عيسى فياض عدة دورات متخصصة في مجال الأمن في بعض الدول العربية والدول الاشتراكية والأوروبية.
أثناء الغارة الإسرائيلية على حمام الشط في تونس بتاريخ 1/10/1985م أصيب أبو عيسى من جراءها ونقل إلى المستشفى حيث خضع للعلاج في تونس.
بعد توقيع اتفاق أوسلو علم 1993م وعودة قوات منظمة التحرير الفلسطينية وقيادتها إلى أرض الوطن عاد أبو عيسى ضمن كادر الأمن إلى قطاع غزة، حيث تم إنشاء أول جهاز مخابرات فلسطيني في عهد السلطة الوطنية الفلسطينية وكان أبو عيسى أحد كوادره المتقدمة وساهم في بناء هذا الجهاز حيث تم إنشاء دائرة الأمن التي تولاها بنفسه، حيث كانت هذه الدائرة تمد قيادة الجهاز بالمعلومات والتقارير الأمنية باستمرار إضافة إلى إصدار النشرات والتحليلات لمختلف الاتجاهات والمقالات الصحفية والتي يقوم برفعها إلى قيادة جهاز المخابرات.
في عام 2005م كلف أبو عيسى بإنشاء مركز للدراسات والأبحاث في جهاز المخابرات العامة وقد بذل جل جهده من أجل أن يكون هذا المركز منارة لجهاز المخابرات.
أحيل اللواء/ محمد عيسى موسى فياض (أبو عيسى) إلى التقاعد العام عام 2008م بعدما حصل الانقسام البغيض في غزة.
لقد أفنى أبو عيسى جل حياته مناضلاً في حركة فتح وكان حريصاً على خدمة أبناء شعبه أينما وجد وبقدر استطاعته، كان مناضلاً صلباً فتحاوياً أصيلاً، أبو عيسى كان مشهوداً له بنظافة اليد وطهارتها وكان دوماً خلوقاً.
في حضرة المناضلين لا يسعنا إلا أن نستذكر تاريخهم النضالي المشرف الذي كتبوه بالدم والعرق والمثابرة والصبر وصولاً للدولة، ومن هنا فإننا نستذكر أخانا اللواء/ أبو عيسى رحمة الله عليه.
أصيب أبو عيسى بمرض السرطان منذ عدة سنوات سافر خلالها إلى الأردن للعلاج وقد أجريت له عشرات العمليات الجراحية حيث عانى كثيراً من هذا المرض اللعين.
لقد تعايش مع هذا المرض اللعين لسنوات طويلة حيث كان صبوراً متحملاً محتسباً لله وهو نعم الوكيل إلى أن تغمده الله بواسع رحمته ورضوانه.
لقد رحلت عنا يا أخي أبو عيسى وبقيت ذكراك العطرة الفواحة معنا لقد كنت نعم الأخ ونعم الصديق حيث فقدنا أخاً غالياً وعزيزاً على الجميع لقد أحزننا فراقك وإن العين لتدمع والقلب ليخشع على فراقك يا أخي أبا عيسى.
نسأل الله العلي القدير أن يتغمدك بواسع رحمته ورضوانه ويجعل مثواك الفردوس الأعلى مع النبيين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا.
وتعازينا للأخت أم عيسى وأنجاله عيسى وعلي وبنائه وعائلة فياض في الوطن والشتات.
هذا وقد تم دفنه في مقبرة القرارة بعد الصلاة عليه حيث شارك في تشييعه أصدقاءه وذويه وجماهير غفيرة من شعبنا الفلسطيني.
رحمك الله يا أبا عيسى وأسكنك فسيح جناته