بقلم اللواء ركن عرابي كلوب
ولد/ محمد أبو مهادي في المنطقة الوسطي/ النصيرات بتاريخ 28/6/1940م درس المرحلة الابتدائية والإعدادية والثانوية في مدارس المنطقة الوسطي.
التحق بالكلية الحربية المصرية بتاريخ 1/9/1958م وتخرج بتاريخ 1/9/1960م برتبه الملازم حيث كانت هذه الدورة يطلق عليها دورة الوحدة ما بين مصر وسوريا.
خدم في الوحدات الفلسطينية في قطاع غزة ضمن الكتيبة 19 وعند انشاء منظمة التحرير الفلسطينية وتكوين جيش التحرير الفلسطيني تم انضمامه إلى قوات عين جالوت مع كافة الوحدات الفلسطينية العاملة على أرض قطاع غزة ضمن اللواء (107).
دافع الضابط محمد أبومهادي من خلال موقعه أثناء حرب يونيه عام 1967م والتي احتلت فيها إسرائيل باقي أراضي فلسطين وصحراء سيناء والجولان حيث تم أسره من قبل القوات الإسرائيلية وأودع المعتقل لمدة تسعة أشهر بعدها تم الأفراج عنه مع آخرين وأبعدوا إلى مصر عن طريق قناة السويس.
التحق مرة ثانية بقوات عين جالوت المتمركزة على ضفة القناة حيث شارك في حرب الاستنزاف على الجبهة المصرية.
حضر مع قوات عين جالوت عام 1970م إلى درعا وذلك تمهيداً لدخولهم إلى الأردن أثناء مجازر أيلول الأسود عام 1970م لمساعدة قوات الثورة الفلسطينية هناك والدفاع عنها.
شارك في حرب أكتوبر عام 1973م على الجبهة المصرية وكان وقت ذاك قائداً للكتيبة (359).
حضر ضمن قوات عين جالوت إلى لبنان عام 1976م أثناء أحداث الحرب الأهلية اللبنانية وعين قائداً للفوج المدرع عام 1978م.
وفي عام 1981م أصيب إصابة بالغة فقد على أثرها الذاكرة جراء الانفجار الضخم الذي حدث في صيدا حيث كان مقره فوق مكتب عمليات فتح في صيداً.
عولج في الجامعة الأمريكية في بيروت وكذلك أرسل إلى موسكو من أجل العلاج عدة مرات حيث تحسن وضعه الصحي بعد ذلك.
كان عضواً في المؤتمر الخامس لحركة فتح الذي عقد في تونس في شهر أغسطس عام 1989م.
عاد مع قوات منظمة التحرير الفلسطينية إلى أرض الوطن عام 1994 بعد توقيع الاتفاق. عين مديراً للعلاقات العامة في قوات الأمن الوطني الفلسطيني وبقي في هذا الموقع حتى إحالته إلى التقاعد عام 2005م.
أبو ياسر كان من الضباط المميزين أثناء خدمته في القوات, كان متواضعاً كان إنسانا نبيلاً, لقد أحببت الجميع فأحبوك, لقد جسد أبا ياسر بحياته الحافلة بالعطاء مثالاً للقدوة الحسنة للآخرين والذي لا يغريه المال ولا السلطان.
رجل اللواء/ أبو ياسر عن هذه الدنيا بتاريخ 1/9/2012م, رحل بجسده بعد صراع مع المرض اللعين, وبقي في قلوب محبيه وكل من عرفوه, أنه فراق الأحبة, فراق الرعيل الأول من ضباط جيش التحرير الفلسطيني.
كان أبو ياسر بيننا وغادرنا إلى العليين مع الأنبياء والصديقين والشهداء.
لقد كنت يا أبا ياسر تواقاً لأن تدفن في ثرى الوطن حيث كانت وصيتك الأخيرة فحضرت إلى غزة قبل أن توافيك المنية بأيام حيث فاضت روحك الطاهرة إلى بارئها.
لك الرحمة من عند الله تعالى يا أبا ياسر وسوف تبقى حاضراً معناً فسلام عليك وإلى جنات الخلد بإذن الله تعالى.